أولياء الله .. لا خوف عليهم ولا هم يحزنون

عقيدتى العدد 927
5 اكتوبر2010م

 
 الحمد لله الذى عجز الحامدون عن حمده  فحمدوه بهذا الإقرار حق حمده ولم يحصى أحد منهم ثناء عليه سبحانه إلا أنه كما أثنى على نفسه فهو السر المكنوز المتجلى بالألوهية التى مظهرها استواء الرحمن على عرشه .. والصلاة والسلام الدائمان المتلازمتان من الله وملائكته والواجبان فريضة على المؤمنين ٍاستجابة للأمر وعرفاناً بفضل هم عاجزون عن حده سيدنا ومولانا محمد الذى ختم الله به الرسالات  والنبوات وأعجزنا عن معرفة قدره ..

ورضى الله تبارك وتعالى عن سادتنا أهل الله الصالحين وأزواج نبينا أمهات المؤمنين وعن صاحب الكرامات الجليلة العالية الممدوة من ربه ومن جده سيدنا إبراهيم ابن أبى المجد الدسوقى القرشى المحمدى الذى فتح به قلوباً غلفاً وآذاناً صماً فمنح مريديه ما يعجز الواصفون عن وصفه فهو رضى الله عنه المولود فى ليلة شك الصائمين ليمحو الله به اللبس ويثبت به اليقين وهو رضى الله عنه الصائم فى مهده الوافى بعهده صاحب الولى والكشف والاطلاعات بحر الورود والبركات عروس المملكة ولسان الحضرات الحسيب الشريف برهان الملة والدين ودرة تاج العارفين وميناء الواصلين وحجة الله على المنكرين وبعد ..
فإن الصوفية إذا نسيبت لأهل الصفة فلا يعيبها وإذا نسبت إلى لبس الصوف فلا يزينها.
وإذا نسبت إلى سوفيا بمعنى الحكمة فلا يشينها.
أما إذا نسبت إلى الإصطفاء والصفاء والمكاشفة والمكالمة والفناء فى البقاء فإن هذا هو معينها. وقد رأى بعض أهلها أن كلمة صوفى تخرج عن كونها إسماً وتعتدى ذلك لتكون فعلاً ماضياً مبنياً للمجهول كما نقول عوفى المريض أو سومح المخطئ كذلك نقول صوفى الرجل فهو مصافى من الله أى أطلعه الله وكاشفه وصافاه بأسرار خاصه فاستحق أن يكون من أهل الله وخاصته، والمتصوفة لا يضيفون إلى الدين شيئاً ولا يحذفون منه شيئاً ولم يشادوه لأنه متين ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه إلا أنهم أوغلوا فيه برفق وتلمسوا مواضع أقدامهم ولم يكونوا خواضين فى بحره بل أقلتهم سفن الإذن الإلهى فربانها وقبطانها هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم {يا أيها النبى إنا أرسناك شاهداً ومبشراً ونذيراً ( 45) وداعيا إلى الله باذنه وسراجا منيراً ( 46 ) } سورة الأحزاب. وهم الذين أحبوا الله فاتبعوا رسول الله فأحبهم الله { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحبكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفوار رحيم} ( 21 ) سورة آل عمران. ومن يتوهم أنه يمكنه أن يضيف شيئا إلى الدين فهو واهم يلجمه الله بلجام قوله تعالى {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام ديناً } سورة المائدة. بل هو كمن يدعى الألوهية العليا لنفسه غير أن الصوفية أعطاهم الله أدوات استكشاف جواهر الدين وعجائبه وغرائبه فاستغرب الناس ما يسمعونه منهم لأنهم لم يعهدوه وليس معقولاً أن من يكتشف شيئاً من خبايا الكون يقال أنه أضاف؟ كمن استخرج البترول من باطن الأرض يقال أنه أضافه إليها وكذلك من يستخرج الذهب أو النحاس أو الحديد يقال عنه كذلك ولا يقال للغواص الذى يستخرج اللؤلؤ والمرجان من البحار أنه أضافها إليه.

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى