ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى

جريدة البحيرة والأقاليم العدد رقم 292
بتاريخ 1/11/2011

“يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم”

أن يتعلم الناس بعضهم من بعض…. أن يتتلمذ الناس بعضهم على بعض فيعطى من عنده لغيره,ثم يأخذ ما عند غيره فيزداد بذلك علما ولذلك فإن كل علم تعارف الناس عليه إستقر وتآلف اهله…..وما لم يتم التعارف على قواعده تخالف بل تقاذف أهله حتى ان الرجلين ليتناقشان فى موضوع هما فيه متفقان أصلا دون ان يدرى أحدهما فيبدوان وكأنهما عدوان ,

والسبب فى ذلك هو غياب اللغه المشتركه بينهما….فأى سباق لاتحسم نتيجته إلا بتحديد نقطة البدايه وأى حساب خاطئ مالم توضح قواعده أساسياته …. فمثلا أهل الحساب تعارفوا فيما بينهم على إشارات الحساب وقواعد وإتفقوا على رموزه وعلاماته…فعلامه”+” هى علامه الجمع فى كل الدول مهما كان موقعها على خريطه العالم ومهما كانت لغه شعوبها وكذلك علامه” =”
-ثم إن أهل الموسيقى إتفقوا فيما بينهم على قواعد وأصول علم الموسيقى… وبناء عليه  فإن سلم الموسيقى مستقر فى جميع أنحاء العالم…. لانهم تعارفوا.
وأهل علم الكيمياء قد إصطلحوا على رموزهم فأستقروا ومن السهل جدا أن يقرأ الرجل منهم ما ألف الآخر وإن إختلفت اللغة أساسا …وكذلك أهل الطب وأهل الفلك وأهل كل علم .وليس من قبيل الصدفه وصفهم بألاهليه فأهل كل علم هم الملمون بقواعده ومصطلحاته ,ومن العجيب أن كل ذلك لم ينزل به من السماء نص مجمل, ولم يفسره نبى مرسل…. فلايوجد نص سماوى لأهل الحساب….ولم يرسل رسول ليبين قواعده….ولا رسول خاص لمصطلحات الطب ,أوالكمياء ,أو الفلك و ما إلى غير ذلك بل وضعه أول ثم سار عليه أخره وسبحان الله هم مستقرون فمابال أهل الدين والمفروض أنهم أهل اليقين…. فمع وجود العون الإلهى من السماء تشريعا…والعون المحمدى  لأهل الدين تفسيرا وتوضيحا… ما رأيناهم على تعريف إستقروا ….ولا على أمر وقول ثابت قد إستمروا مع أن  الأمر الإلهى ورد فى الكتاب الذى أرسله الله مع حبيبه إلينا….ونحن أمة خوطبت من السماء بل خوطب الناس من خلالنا”أيهاالناس” اللهم إياك نسأل وأنت رب العالمين أن تعين من عبادك من بك يستعين ….وتجمع  أهل الدين على كلمة سواء….فيعكفون على تعريف ما يقع فيه العامة فيسرفون …. ويقع أيضا فيه الخاصه فيقطرون مخافة أن يسمع الناس مالديهم فيفتنون  فأنت سبحانك القادر أن تمنح”العلماء” التواضع فيستزيدون ثم يفيدون وهم لك شاكرون …والآ تجعلهم بعلمهم –حسب زعمهم عنك محجوبون”وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون” فقد أصبنا بالجهل وإنا لصابرون…فاللهم إرفع عنا البلاء….إنا مؤمنون….واجعلنا من الذين يستثنون….وإنا إن شاء الله لمهتدون