رؤيا بعد التفسير

جريدة البحيرة ولأقاليم العدد 291
بتاريخ 11/10/2011

الله خالق كل شئً وعالم به وقادر عليه ولا ملجأ من الله إلا إليه .وقد أفاض بفضله بمكنون سره فعلم بعضاَ من خلقة تأويل الأحاديث. فمن العباد من يرى الرؤية ولكن لا يستطيع بلوغ المضمون ومنهم من تفضل ألله عليه فهو يعبر بالرؤيا من الإشارة إلى منطوق العبارة بعلم غير مضمون(ذلك فضل الله يؤته من يشاء) .

ولكن من عجيب العجاب أن نرى الأمر ثم نرى له الرؤيا (وإن ذلك على الله يسير) هذا أيها السادة الكرام ما حدث بالفعل فإني لأشهد أنى شهدت مجلساً يتكرر أسبوعيا بين أهل العلم والخلق يتحاورون, ويتذاكرون ,ويتجادلون, ويتبادلون ,ويتنازلون (نزالاً) ثم (يتنازلون تنازلاً) ثم يتنازلون إلى مستوى من ليس فى علمهم تنزلاً،فأمثالى يجلسون بينهم يلتقطون الجواهر ويحصلون الدرر واليواقيت من أفواه العلماء الكرام إنها رياضه جميله مبارزة حامية الوطيس الغلبة فيها لله ولرسوله ولكتابه ولدينه ولصالح المؤمنين .. هم جناه ما جنوا على أحد ولا بغوا ولكنهم يجنون ثمار ما أنزل الله فى كتابة ويفرقون بين المحكم والمتشابه (ودون إجتناء الشهد ما جنت النحل) ويبادرون إلى المنىتدى كأنهم من كل حدب ينسلون،والله..إن كبيرهم لكبير وإن صغيرهم لكبير،وبهم الجاهل مثلى يستعين ,ويستغيث ,ويستجير فمن تكلم منهم فعلى علم نطق،ومن صمت منهم فعلى فقه خفق..فلا أنساب تجمعهم ولا تجارة يتعاطونها تجذبهم ، يستغرب الناس اجتماعهم حتى بلغ الأمر أنهم هم يستغربون!فلا تعوقهم ظلمة الليل ولا بعد المسافة ولامضيف لهم فهم أهل الضيافة ومنهم السابقون ومنهم اللاحقون..يرحم الله المستقدمين منهم والمستأخرين .. وقد قطعوا فى  هذا الأمر شهوراً وأنظمهم يتمنون أن يدوم حقباً ودهوراً ويستبشرون باللذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ((ا لآ خوف عليهم ولا هم يحزنون))((لو أنفقت ما فى الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم)) فأجاب الله ورسوله إن اختلفوا فإن اختلافهم رحمه ,وهو بمعنى التعاقب كاختلاف الليل والنهار أما أعداء الله ورسوله ودينه فإن اجتمعوا فإن أفئدتهم هواء وكثرتهم غثاء(( تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى)) وقد سخر الله لأحبابه من يصروا على أن يجمعهم فعسى الله أن يمن عليه ويأتيه الخير من أبوابه, وبعد فإن اجتماع العلماء يزيد الألفة بينهم ويقضى على وسيط السوء, وناقل الفتنه ,ونافخ الكير وفى ذلك الأمن كله ,والأمان كله والوفاء كله لأرض طاهرة طهارة أهل بيت النبى الكريم  وشعب طيب نسأل الله ربنا أن يعذه من الشيطان الرجيم.. هذا هو ما حدث بالفعل, العلماء يجتمعون لا لشئ إلا ليتبادلوا حتى يتعادلوا وكلهم عدول ، وهذا هو ما نحن به وبعد أن تحقق بماذا نحلم ؟
نحلم أن يعم الخير ,ويحذوا حزوهم أقرانهم فى كل ناحية من نواحى المعمورة بالخير فهل يمكن أن يقوم بمثل هذا الدور لوجه الله تعالى مجلس المدينة؟ أى مدينه فى أى محافظة ؟ ولا أعنى مدينة بعينها فقط على وجه التحديد ، ثم تتولى التنسيق باقى الصحف الإقليمية فتحذوا حذو جريده أخبار البحيرة والأقاليم والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل .