عبارة ” السيادة لله ” منتهى الشرك بالله

الفجر العدد 365
26/7/2012

ليس كل ما يلمع ذهباً .. ليس كل ما يقال حلماً .. ليس كل ما يخرج من القلوب خيرا

لكن ..هناك بحسن نية .. من يعتقد أن بإمكانه تغيير جلد الرجل الإفريقي إلى جلد أشقر .. أو تحويل المرأة السودانية إلى امرأة سويدية .. أو معالجة برودة الإنجليز بهرمونات الكلام

عند وضع الدستور وجدنا من يريد شطب جملة ” السيادة للشعب ” إلى عبارة ” السيادة لله ” الحماس المفرط الذي يفور في صدره أوقعه فيما لا يحب .. ولا يتصور.
إن سيد الشيء يكون من جنس الشيء نفسه .. فنقول الحوت سيد الأسماك .. والصقر سيد الطيور .. والأسد سيد الحيوانات .. ونجيب محفوظ سيد الروائيين .. ومحمد ^ سيد البشر .. لا سيادة خارج الجنس .. فلا نقول إن الصقر سيد البحار .. والأسد سيد الطيور .. ونجيب محفوظ سيد رجال الأعمال .. وهنا يكون الخطر أن نقول إن السيادة لله .. فمعنى ذلك أن هناك آلهة غيره هو سيدهم .. وهو انزلاق ناحية الشرك .. لا نجاة منه سوى افتراض البراءة .. وأن نقبل ذلك من باب المجاز العقلي .
ولكن .. هناك حديث صحيح يقول :” السيد الله “ .. فكيف نقول إن السيادة تقتضي التجانس ، ونقول في الوقت نفسه “السيد الله ” .. المقصود بالله هنا الاسم الله .. سيد الأسماء الإلهية .. كل الأسماء الأخرى مثل الرحمن الرحيم الرءوف الغفور الجبار – مثلا- تحمل صفات من سيد الأسماء .. الله .. كل الأسماء الأخرى عائدة إليه .. ولا تشير إلى تعدد الذوات .. كلها ذات واحدة .. وما ينسب إليها من أسماء صفات تسمت بها صفاته سبحانه وتعالى .
إن الاسم الرحمن يدل على صفة الرحمة .. والكريم يدل على صفة الكرم .. والقوي يدل على صفة القوة .. أما من يقول : إن الله سيدي ومولاي فهو من قبيل المجاز العقلي فقط .. لابد أن ننزه الله عن أن يكون له جنس يسوده .
وعندما نقول إن محمدا ^ سيدنا فهذا ليس دليل إيمان وإنما دليل على آدميته ..

لأن رسول الله ^ قال : ” أنا سيد ولد آدم ولا فخر “(1) .. فهذا ليس فخراً له .. وإنما فخر لنا .. أن يكون منا .
يصح أن نقول بحب وفرح ” سيدنا محمد ” لأنه بشر مثلنا .. لكن .. لا يصح أن نقول ” سيدنا الله ” فسبحانه وتعالى لم يقل إنه بشر مثلنا .. كما أنه منزه عن التجانس .. إذا أردت أن تلحد قل ” سيدنا الله ” .. إلا إذا قصدت المجاز العقلي .. وهو أمر متوقف على النية .

ولا حول ولا قوة إلا بالله

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) من حديث سنن إبن ماجة الجزء(2)-(1440) رقم الحديث 4308 – عن أبي سعيد قال قال رسول الله (^)
“أنا سيد ولد آدم ولا فخر . وأنا أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة ولا فخر . وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر . ولواء الحمد بيدي يوم القيامة ولا فخر”