مقامهٌ الشريف

مجلة البحيره و الأقاليم
عدد رقم – 227
 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد المرسلين وخاتم النبيين ورحمة الله للعالمين وبعد ,, إن الله سبحانه وتعالى جعل للأيام أقداراً ويعلو بعضها فوق بعض بحسب ما جعل فيها للعباد من خير وجعل للأماكن أقداراً وجعل بعضها فوق بعض بحسب ما حدث فيها للعباد من الخير وجعل الملائكة بعضهم فوق بعض وجعل الناس أيضاً بعضهم فوق بعض درجات بحسب ما أستخدمهم فيه وأجرى على أيديهم لعباده الخير
وبهذا المقياس يكون خير الأماكن مكة التي وقع فيها ما وقع للعالمين من خير حيث اختارها الله مكاناً ولد فيه خير مولود وأسعد موجود وجعل على يديه الخير غير محدود فهو حبل الله الممدود وصاحب الشفاعة العظمى والحوض المورود , ثم جعل الله خير أيام الناس يوماً ولد فيه سيد الناس الذي لا يقاس به ولا عليه يقاس وجعل  الله في يد حبيبه الممدودة إليه لا ترد إلا بالعطية ولا يحرم منها أصحاب الأعمال الشقية وجعل الله الصلاة عليه واجبه في السر وفى العلن وأدخل الصلاة عليه ضمن الصلاة المكتوبة في التشهد وميز أهل بيته بفضله أكراماً له فقال الشافعي :
 يا آل بيت رسول الله حبكم      فرضاً من القرآن أنزله
 يكفيكم من عظيم القدر أنكم      من لم يصلى عليكم فلا صلاة له
فصلاة على رسوله وآل بيته صلاة واحدة لا صلاتين فمن صلى على رسول الله دون أن يصلى على آل بيته فقد أتى بالبتراء والبتراء عديمة الفائدة التي نهى النبي صلى الله عليه وسلّم فقال إياكم والبتراء قيل ما هي يا رسول الله فقال التي يصلى علىّ فيها ولا يصلى على أهل بيتي .
ومن هنا كان تعظيم رسول الله لأوجب الواجب وحب رسول الله من أكد الفرض وطبعاً حب رسول الله يستوجب الصلاة عليه وقطعاً الصلاة عليه تستوجب الصلاة على أهل بيته ولو رأى العالم على اختلاف دياناتهم أن المسلمين يعظمون نبيهم
” وهذا واجب ” ثم يصلون عليه سراً وعلناً والأحسن أن يكون عقب الآذان خمس مرات في اليوم يسمع الناس فيها المسلمون يصلون على رسول الله والمؤذن يصلى ويسلّم عليه وآل بيته والسامع يصلى عليه وآل بيته ثم لو أظهر المسلمون احترامهم لرسول الله ولم ينطقوا اسمه مجرداً بل مسبوقاً بالسيادة ثم لو رأى العالم أن المسلمين يحتفلون بمولده الشريف ويظهرون الفرحة بفضل الله عليهم ورحمته ” قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ” .
أقول لو رأى العالم أن المسلمين يعظمون نبيهم ويفرحون بنبيهم ويقرون له بالسيادة لما تجرؤا عليه ولحسبوا ألف حساب للمسلمين ولشعر العالم بقدسية النبي
أيها المسلمون كيف تستبيحون لأنفسكم عدم تعظيم رسول الله ثم تخوضون في جنابه وبعد ذلك تتباكون عندما يتطاول السفهاء على مقامه الشريف
 
أقول قولي هذا
ولا حول ولا قوة إلا بالله  العلى العظيم
المحرر