ألا يعلم من خلق ؟

مجلة البحيره و الأقاليم
عدد رقم – 226
 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا وآله وأصحابه والتابعين   وبعد,, فإن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق فى عجب فوهب بعضهم ما وهب وأوجب عليهم ما وجب فإذا سلب بحكمته ما وهب أسقط عنهم بقدرته ما وجب فمن أعطاه الله العقل فقد أدخله فى دائرة التكليف غير أن العقل وحده لا يوجب شيئاً من التكليفات إلا إذا تفضل الله على عبده بالإيمان غير أن ذلك لا يكفى لمحاسبة العبد إلا إذا تفضل الله عليه بالإستطاعه والعلم معاً وبالتالي فإن الله لا يكلّف من عباده أحداً بعمل يحاسبه عليه إلا ذا كان عاقلاً ومؤمناً ومستطيعاً وعالماً بالتكليف وهذه الأربعة مجمعه هي أعظم الهبات الإلهية وكأن الله تعالى كتب على نفسه ألا يحاسب عبده إلا إذا توافرت لديه تلك الشروط وهذا دليل على سعة الرحمة وطلاقة القدرة أما إذا سقط من العبد عقله أو إيمانه أو قدرته أو فقد علمه فقد خرج من دائرة التكليف وليت العلماء يعرفون قدراً من رحمة الله بعباده فلا يشقّون عليهم في شيء عافاهم ربهم منه وهو خالقهم الذي شاء بالمنحة أن يجعل عبده مخيراً بشرط توافر الأسباب أو المقومات ومن أخرجه الله من دائرة التكليف فقد وضعه فى دائرة التسيير أى يجعله مسيراً لا يحاسب ولا يعاقب ولا يعاتب فضلاً من الله تعالى الذى هو الغنى غناً مطلقاً لا يحتاج إلى طاعه عباده ولا تضره معاصيهم فهو الذى خلقهم ويعلم ما يسرون وما يكتمون وألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ومن هنا كانت الحكمة البالغة عندما نقول للمتشددين المكفرين المنفرين المفسقين والمبدّعين : أيها الناس أن الخلق لله والأمر لله ” ألا له الخلق والأمر ” فكفوا عن تدخلكم بين الله وعباده فإن الله رحيم بعباده
لطيف بهم فتخلقوا بأخلاق الله وأخيراً
لو خلقتموهم لرحمتموهم ولرحمكم الله
أرحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء
 
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم
المحرر