كيف تشيع الفاحشة ؟

مجلة البحيره و الأقاليم
عدد رقم – 230
 
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على على الظالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وأمام المرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين , وبعد . . فإن من أغرب الغريب وأعجب العجيب أن يتناول الناس الأنبياء والمرسلين والأولياء الصالحين تناولاً لا يليق بتكريم الله لهم وصلاة الله عليهم فيقول أحدهم أن النبي ” فلان ” قد كذب مره واحترامنا للسادة الأنبياء  والمرسلين لاتذكر أسماؤهم فى هذا الوضع . . ويقول أيضاً أن النبي ” فلاناً ” قد عشق وأن النبي ” فلاناً ” قد سرق , وقد يقول أيضاً من هم على شاكلته أن الولي ” فلان ” صدر عنه كذا وكذا من السيئات وأنه كان يفعل كذا وكذا من المحرمات والقائل يقصد أن يبعد الناس عن الأولياء والصالحين بذكر تلك المساوئ . والخطورة التي لا يقدرها ذلك المتقوّل تكمن في شيء هو لا يفهمه وهو أن للأنبياء محبون وللرسل محبون وللرسل محبون وللأولياء محبون فإذا صدقوا كلام ذلك المتقول فلن تكون النتيجة عكسية فكل من أراد أن يكون عاشقاً أوسارقاً أوكاذباً إذا سمع ذلك القول فإنه يجعله سنداً له ويأتي بالأفعال المذمومة وهو مطمئن البال مستنداً إلى أنه ليس أفضل من الأنبياء والأولياء . . ففي إحدى الفضائيات وقف المغنى يقول ” أنا إن عشقت فلا ذنب ولا خجل  فإن نبي الله داوود من قبل عشق ” وكذلك يقول إن كذبت فلا ذنب ولا خجل فإن النبي ” فلان ” من قبل قد كذب ثم يستطرد ويتحدث عن السرقة ناهجاً نفس المنهاج في الغناء والناس يصدقون ولا تدرى أهم غافلون أم تائهون أم راغبون ؟
وكذلك الحال عندما يتناول أحد الناس رموز الإسلام ويرميهم بصفات قبيحة كالرشوة مثلاً أوالغش وهنا تحدث النتيجة المخيفة المرعبة فيتقلد الشباب والناس عموماً بالأفعال المنهي عنها ومعتقدين أن هذه الرموز هي أعلم منهم بأمور الدين وتشيع الفاحشة في الذين آمنوا وصدق الله العظيم إذ يقول ” أن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون ” فالعابثون يريدون تشويه صورة الصالحين في أعين المجتمع وتكون النتيجة تشويه المجتمع بالرذيلة المفتراه على الصالحين ويبقى الرسول رسولاً والنبي نبياً والولي ولياً لأنهم محفوظون بالله معصومون بعصمته آمنون في جنابه مطمئنون إلى تأييد الله لهم . . وفى النهاية ببساطه نقول أن كل من يتجنى على المضافين إلى الله استحسانا كعباد الله وأنبياء الله ورسل الله كل من يتجنى عليهم لينال منهم ويبعد الناس عنهم لن يحصل على شيء إلا إفساد المجتمع وإفساد الحياة عامه .
عزيزي القارئ ليكن معلوماً أن الرحمة تتنزل على الأرض بذكر الصالحين ذكراً يليق بهم والمصائب أيضاً تهبط على العباد بسوء ذكر الصالحين بينهم .
قال صلى الله عليه وسلّم ” إنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم بدعائهم وصلاحهم ” فاللهم أحفظ بلادنا من الوباء والغلاء والغباء والفتن ما ظهر منها وما بطن وذلك عين الأدب مع الله
 
ولا حول ولا قوة إلا بالله
المحرر