المولود والمعبود

مجلة البحيره و الأقاليم
عدد رقم – 229
 
الحمد لله حمداً يليق بجماله وكماله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وصحبه وآله . وبعد ,, فمن الغريب أن يحدث الخلط فى أمور واضحة جليه تتعلق بالعباد ورب البرية فالأمور في هذا الشأن واضحة بمعنى أن الفرق واضح بين العبد والمعبود فالعبد مولود موجود ووجوده بقدرة الواجد والمعبود لا هو والد ولا هو مولود والقاعدة في أبسط صورها أن المعبود سبحانه وتعالى لا يصح أن يكون مولوداً وبالتالي فإن المولود لا يصح أن يكون معبوداً ومن الغريب أن بعض الناس يعبدون المولود ويكفرون بالمعبود ويخضعون للموجود ويتركون الواجد الذي أوجد كل موجود من العدم وأمدد من العدم , وأما كونهم ” أي بعض الناس ” يكفرون من يحتفل بميلاد مولود ويقولون أن الاحتفال بمولد المولود هو نوع من العبادة وهذا من سخرية القدر إذ كيف يعتقدون أن الله هو الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ومع ذلك يصدر عنهم هذا الهراء الذي هو دليل نقص فطنه وزيادة الغباء بمعنى كيف صدق قوم فرعون قوله أنا ربكم الأعلى وقوله ما علمت لكم من إله غيري أقول كيف صدقوه وهم يعلمون أنه أبن لأب وأب لأبن وزوج لإمرأه ويأكل كما يأكلون وينام كما ينامون ويفرح ويغضب ويخاف إلى غير ذلك وكل ذلك من صفات المولود فكيف لم يفطنوا إلى أن المولود لا يصح أن يكون معبوداً والمعبود لا يصح أن يكون مولوداً مع أنهم إذا سئلوا عن هذه العبارة لقالوا إنها صحيحة بل من أصح الصحيح وهنا نجد الشفاء في قوله تعالى ” أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ”  ومن أضله الله على علم إذا سئل أجاب إجابة صحيحة ويعتقد غير ما يقول أما الذين آمنوا منهم فهم الذين يقولون ما يفعلون ويفعلون ما يقولون وإن حدث العكس فقد كبر المقت : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ
عزيزى القارىء إن هذا الكلام لا يضيف إلى علمك شيئاً ولكنها الذكرى فإن الذكرى تنفع المؤمنين
 
ولا حول ولا قوة إلا بالله
المحرر