السيده آمنه رضى الله عنها

مجلة البحيره و الأقاليم
عدد رقم – 211
 
الحمد لله حمداً يليق به ولا يستطيعه غيره والصلاه والسلام على سيدنا محمد الذى أعطاه الله قدراً لا يعلمه غيره وعلى آله وأصحابه ومن سلك طريقه وإنتهج نهجه إلى يوم الدين وبعد , عندما قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم ” إسـتأذنت ربى فى زيارة أمى ” أى قبرها ” فأذن لى ثم إستأذنته أن أستغفر لها فلم يأذن ” عندما وصل هذا الحديث إلى مسامع المؤمنين إستبشروا خيراً وعندما بلغ مسامع المنافقين توقعوا شراً وقالوا : إن والدة الرسول كافره والعياذ بالله ودليلهم أن الرسول لم يؤذن له بالإستغفار لها . أما الذين آمنوا فكان دليلهم على البشرى أن الرسول لم يمنع من زيارتها والوقوف على قبرها لأن الله منعه من الوقوف على قبور الكافرين والمنافقين والفاسقين كما يدل على ذلك قوله تعالى : ” ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون ” إذن ليست السيده آمنه بنت وهب بكافره ولا منافقه ولا فاسقه ولكن من يدعى ذلك ينطبق عليه قوله تعالى : ” بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ” أما عدم الإذن لرسول بالإستغفار لها فإنه يدل على أنها لا يوجد لديها من الذنوب ما يوجب الإستغفار حيث أنها من أهل الفطره لم تبلغها رسالة رسول ولم تعاصر نبياً والذنوب توجب العذاب ولا تكتب الذنوب إلا بتكذيب الرسل وعدم إطاعة الأوامر الإلهيه التى أبلغوها ولذلك هى رضى الله عنها وأرضاها لم تكذب رسولاً ولم تعص أمراً إلهياً بل حملت فى أحشائها نور النبوه الذى أضاء للعالمين السبيل إلى الله فكيف تعذب بذنب يوجب الإستغفار وهى لم ترتكبه ولم يبعث إليها رسولاً
قال تعالى : ” وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً ” رضى الله عن والدى النبى وذريته وعترته وآل بيته ورضى عنا بهم آمين
 
ولا حول ولا قوة إلا باله العلى العظيم
المحرر