هناك أولياء لله .. وأولياء للشيطان

الفجر العدد 219
7/9/2009

ولي الله هو من له البشرى في حياته وبعد مماته وإلي يوم القيامه
ليس كل الأولياء صالحين
هناك أولياء لله .. يقول سبحانه وتعالي : [اللهُ وَلِىُّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ  يُـخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ] (257 البقرة)

ويقول سبحانه وتعالي : [ إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالـِحـِينَ] (196 الأعراف).
وكما ورد في الحديث الشريف بسنن أبي داود الجزء(3) ، ص(799)
3527 – حدثنا زهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة قالا ثنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير أن عمر بن الخطاب قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم ” إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله تعالى ” قالوا يارسول الله تخبرنا من هم ؟ قال ” هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فو الله إن وجوههم لنور وإنهم على نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس وقرأ هذه الآية { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون }
وهناك أولياء للشيطان .. لقوله تعالي : [أَمِ اتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ فَاللهُ هُوَ الْوَلِيُّ ] (9 الشورى) .. ولقوله تعالي : [ ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَآءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ] (175 آل عمران).
فمن تولي أمرا فهو الولي ومن تولي أمر غيره فهو ولي .. وولي الله هو الذي تولاه الله .. وولاه الله .. وأولاه الله .. وتولاه الله تعني رعاه .. وولاه الله تعني مكنه وأيده .. وأولاه الله تعني فضله علي غيره واصطفاه.
كذلك ولي الشيطان .. يتولاه الشيطان ويواليه ويوليه الشيطان عناية خاصة .. ويقول سبحانه وتعالي أيضـا : [وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ] (257 البقرة).
كل ذلك يدل علي أن هناك أولياء لله وأولياء لغير الله و أولياء من دون الله .
كل إنسان يطلق عليه ولي ولو كان كافرا .. ولكنه .. ولي مولاه الذي ولاه وتولاه فإن كان الرحمن فهو ولي الرحمن ولو كان الشيطان فهو ولي الشيطان .. وليس بينهما ثالث .
عند هذا الحد يصبح السؤال الطبيعي : من هم أولياء الله ؟ .. والإجابة السهلة : هم الذين تولاهم وأولاهم وولاهم .. يقول سبحانه وتعالي : [ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَوَلَّوْاْ قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُواْ مِنَ الْأَخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ] (13 الممتحنة). [أَلَآ إِنَّ أَوْلِيَآءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الَأَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ] (62-64 يونس). لم يقل القرآن الكريم ” لهم البشرى في حياتهم الدنيا ” بل قال [لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا] .. وهو ما يعني أن لهم البشرى في كل الحياة الدنيا وليس في حياتهم المحدودة فقط .. أي لهم الخلود ورضاء الله عنهم في حياتهم وبعد مواتهم .. وعبارة[لَهُمُ الْبُشْرَى] لا تعني أن هذه البشرى خاصة بهم فقط بل معناها أيضا أن الله يجعلهم وسائل للبشرى لهم ولغيرهم .. يبشرون .. وتجرى علي أيديهم المبشرات .. وهو حكم لا يبدل ولا يمحى ولا ينسخ ولا يتغير لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ

ولا حول ولا قوة إلا بالله