الزواج العرفي علاقة سريه خفيه غير شرعيه

صوت الأمة العدد 215
10/1/‏2005‏‏

السمكة الجميلة و الزوجة الجميلة تتشابهان . ., فهما لا تدخلان مياهنا الإقليمية إلا بالحوار الحضاري و الشرعي و الصبر . . لا أحد يمارس التعسف مع المرأة . . و لا العنف مع الأسماك . . فاستعمال الديناميت لا يعطينا سوى أسماك ميته.
لقد تفشت في المجتمع المصري ظاهره مثيره للريبه عرفت بأسم الزواج العرفي. . و كان يسمى من قبل الزواج السري . . و قد لجأ إليه المصريون لأكثر من سبب . . إما حفاظا على معاش لا تريد المرأة أن ينقطع . . أو خوفا من زوجه أولى لا يريد الرجل أن يخبرها . . أو رغبه في تمرير علاقة ما يتصور طرفاها أنهما يحظيان بالشرعية عندما يكتبان ورقه يوقع عليها شاهدان يكتمان الشهادة في غالبية الأحوال.
و المثير للدهشه أن هناك شبه إتفاق بين كثير من العلماء على شرعية هذا النوع  المتفشي من الزواج رغم أنهم منذ سنوات قريبه كانوا يحرمونه . . لكن . . كثرة الزن على الأذن أمر من السحر . . و قد فعل السحر مفعوله . . و خرج شيوخ الفضائيات يبيحونه.
إن أساس الزواج هو دوام العشرة . . و لو قال رجل لزوجته : أنت طالق بعد شهر أو بعد سنه أو بعد موعد محدد تكون محرمه عليه في اللحظة نفسها التي قال فيها ذلك . . فالطلاق ليس رخصه سهله الاستعمال – كما يتصور البعض – إنها تمر بمراحل متدرجة في الصعود . . تبدأ بالنصيحة . . [ فَعِظُوهُنَّ ] (34 النساء) . . ثم يكون العقاب بالهجر . . [ اهْجُرُوهُنَّ فِي الْـمَضَاجِعِ ] (34 النساء) . . لكن الهجر يكون و هما في فراش واحد. . لعل الشوق يصلح ما بينهما . . ثم [ اضْرِبُوهُنَّ  ] (34 النساء) . . لكنه ضرب خفيف . . غير مبرح . . ثم حكم من أهل الزوج و حكم من أهل الزوجة . . [ إِن يُرِيدَآ إِصْلَاحاً يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَآ ] (35 النساء) . . ثم  [ فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ] (229 البقرة) . . و بعد الطلاق للرجل أن يرجع زوجته و لو بدون إذنها في فترة العدة . . فالله لا يريد أن يقطع حبل الزواج . . و هو ما يسمى بالطلاق الرجعى . . فهي تعود إليه فور أن يجلس معها في مكان وحدهما . . أما لو انقضت فترة العدة فهي لا تعود إليه إلا بشروطها و موافقتها . . و لو طلقها الطلقة الثالثة فلا تجوز له إلا لو تزوجت غيره.
هذه هي الصورة المستقرة للزواج و الطلاق . . أما ما يسمى بالزواج العرفي فهو في حقيقته علاقة سريه . . إن الزواج إيجاب و قبول و مهر و شهود و إعلان . . و كلمة ” عرفي ” هو ما تعارف عليه الناس على اختلافهم في كيفية إتمام الزواج الشرعي و إشهاره . . مثل هل يتلقون المهر مالا أم إبلا ؟ . . هل يكون العرس في بيت العروس أم في بيت الرجل ؟ . . فالعرف هو قواعد القانون المتفق عليها و إن لم تكتب . . العرف هو ما تعارف عليه المجتمع لإتمام شئ بعينه . . و من ثم فالزواج الصريح الشرعي المشهر هو الزواج العرفي الذي تعارف عليه المجتمع . . أما الزواج العرفي بمعناه الجديد فليس زواجا . . وليس عرفيا . . وإنما هو علاقة سريه . . تعبير زواج عرفي هو تعبير محترم لأنه اكتمال لأركان الزواج الشرعي بالطريقة التي يفضلها المجتمع . . و غير ذلك هو علاقة خفيه . . سريه . . غير عرفيه و غير شرعيه

و لا حول و لا قوة إلا بالله