حوار بين شيخ صوفي وشاب بهائي

الفجر العدد 160
7/7/2008
 
البهائي : سيدنا محمد آخر النبيين وسيدنا بهاء الله آخر المرسلين .
الصوفي : كل رسول نبي وليس كل نبي رسولا .
سعى بعض البهائيين للقاء الشيخ مختار على محمد الدسوقي شيخ الطريقة الدسوقية المحمدية للحوار معه .


البهائيون ينسبون إلى بهاء الله رسولهم الذي جاء بالكتاب الأقدس ويضم الأحكام التي يمشون عليها وينفذونها  . . مثل : إن صلاة الجماعة لا تجوز إلا على الميت . . ومثل أن عقاب الزاني دفع تسعة مثاقيل من الذهب . . ومثل لا حد أقصى لعدد مرات الطلاق . . لكنه لا يقع إلا بعد إنفصال الزوجين سنه كاملة . . ومثل رفض تعدد الزوجات . . أما حكم اللواط وزواج الأقارب فهو في يد أمناء بيت العدل الذي يقع في جبل الكرمل بعكا .
الكتاب الأقدس صاغه بهاء الله ويقع في 112 صفحه . . وغير مقسم إلى سور. . ولا ترقيم لآياته . . ولا يبدأ بأسم الله الرحمن الرحيم وإنما يبدأ باسم الحاكم على ما كان وما يكون . . وينتهي بعبارة : ( اتقوا الله يا أولى الألباب  ) .
ظل الشاب البهائي يشرح الكتاب الأقدس للشيخ الصوفي الجليل ويفيض أكثر من ساعة حتى قاطعه بسؤال بسيط سهل : ما هي البهائية ؟ . . فأجاب الشاب متسرعاً : ” إنها دعوه عالميه للمحبة والسلام ” . . فقال الشيخ : ” يعنى البهائية مذهب دنيوي مثل الاشتراكية والديمقراطية ” . . قال الشاب : ” لا إنها نتاج وحى نزل على بهاء الله وقت أن كان عمره 25 سنه “. . فسأله الشيخ : ” وقبل ذلك ؟..  فقال الشاب : قبل ذلك كان مسلماً . . فقال الشيخ : يعنى كان مسلما ثم ارتد عن الإسلام . . قال الشاب : لا هو تلقى الوحي من حوريه ونسمه أدتا به إلى الكتاب الأقدس . . فسأله الشيخ : هل هو ولى أم نبي ؟ . . قال الشاب : هو رسول وليس نبي . . فسأله الشيخ كيف يكون رسولاً ولا يكون نبياً . . وليس آخر المرسلين . . ومن ثم لا يأتي بعده أنبياء وإنما يأتي بعده رسل . . وبهاء الله رسول يكمل رسالة من سبقوه من الرسل كيف ذلك.
هنا فاض الشيخ بعلمه وقال : أنا لم أسمع أن رسولاً كان تابعاً لرسول آخر . . أعتنق دينه ثم تغير إلى دين آخر وأصبح رسولاً مستقلاً . . سيدنا محمد لم يكن مسيحياً لبعض الوقت ثم أستقل من المسيحية بعد أن عرف الصنعة . . ولو كان هناك نبي تبع نبياً آخر فقد بقى على حاله . . سيدنا هارون ظل على مذهب سيدنا موسى ولم يستقل عنه . . أن مثل هذا الأمر لا يحدث إلا في مهنة الحلاقة . . حيث يبدأ الحلاق صبياً ثم يتحول إلى أسطى مستقل . . والرسول لا يتدرب عند رسول آخر ثم يستقل عنه برسالة جديدة مختلفة . . فليس هناك رسول لم يكن نبياً في الأساس . . وعندما نقول : آخر النبيين يعنى أنه آخر المرسلين . . ولو لم تذكر الكلمة الأخيرة . . فالنبي مثل بناء طابق أرضى . . والرسول مثل بناء طابق ثان فوقه . . ولا يمكن أن نبنى الثاني ما لم نبنى الأرضي . . لا يمكن أن يوجد رسول ما لم يكن نبياً .
يقول سبحانه وتعالى : [ يَآ أَيُّهَا النَّبِىُّ إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللهِ  بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً ] (46،45 الأحزاب) . . قال : يا أيها النبي . . الأساس . . الدور الأرضي . . أرسلناك شاهداً ومبشرا ونذيرا . . الدور الثاني . . الرسول . . فكل رسول نبي . . وليس كل نبي رسولاً . . وعندما يقال خاتم النبيين فمعناه خاتم النبيين والمرسلين . . ولو كان قد قيل خاتم المرسلين فمعناه أن باب النبوة مفتوح . . فليس كل نبي رسولاً . قال الشاب البهائي منتشياً وكأنه يضع الشيخ في حرج : يقول القرآن : [ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِىٓ أَسْتَجِبْ لَكُمْ ] (60 غافر). . فما رأيك لو دعوت له بشيء الآن ولم يستجب . . أليس في كتابكم المقدس أشياء لا وجود لها في الحقيقة ؟ .
قال الشيخ الصوفي : بل أكثر من ذلك يقول سبحانه وتعالى : [ فَامْشُواْ فِى مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ] (15 الملك) . . ويقول سبحانه وتعالى : [ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُواْ فِى الْأَرْضِ وَابْتَغُواْ مِن فَضْلِ اللهِ ] (10 الجمعة). أي الرزق أي نبحث عن الرزق ونسعى إليه رغم أن بعضنا قد يحصل عليه والبعض الآخر لا يحصل عليه. .  مثل الدعاء يستجيب الله للبعض ولا يستجيب للبعض الآخر . . إننا لو سعينا للرزق فهذا تنفيذ للأمر الألهى . . مجرد السعي فريضة . . سواء نجحت أم لم تنجح . . ليس لنا انتظار ما يأتي و ما لا يأتي . . ولو حدث و رزقت فهذه منحه من الله . . وليس لأنه سعى . . إن الله يرزق البعض ولا يرزق البعض حتى لا يتصور الذي جاءه الرزق أن ذلك حدث لأنه سعى .
والآية التي تقول : [ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِىٓ أَسْتَجِبْ لَكُمْ ] تقسم إلى قسمين . . القسم الأول : قال ربكم ادعوني . . والدعاء هنا فرض . . أمر إلهي . . والقسم الثاني : أستجب لكم . . وهو ليس فرضاً على الله وإنما منحه وهبه منه . . إن علينا الدعاء إلى الله . . هذا تكليف . . فلو استجاب فالإستجابه منحه منه . . وإن لم يستجب فقد أديت ما طلب منى . . إن الله يرزقنا دون أن نطلب منه . . يرزقنا الصحة والبصر والتنفس وتجدد الخلايا . . وكلها نعم لا ندعو الله من أجلها . . يمنحها لنا قبل الدعاء . . فكأن الدعاء لاحق للنعمة وليس سابقاً عليها . . كما أن النعم أكثر مما نفكر فيه وندعو الله به . . هل رأيتم أحداً يدعوا الله بالتنفس . . وتجدد الخلايا الميتة ؟ هو يرزقنا من غير دعاء . . يرزقنا قبل أن نلجأ للدعاء .. فإذا أمرنا بالدعاء أطعنا فإذا ما استجاب فكرم منه وليس مجبرا عليه . .

 
ولا حول ولا قوة إلا بالله