العطف والإضافه والغيريه

مجلة التصوف الإسلامى
مارس 2007

بفرحة المضاف بالإستحسان والمعطوف على الله من عباد الرحمن التقيت بسماحة الإمام . أما وقد تفضل سماحته برد السلام . فقد كان لابد من بداية اللقاء :
قلت : مولانا الكريم زادكم الله علماً ما معنى المعطوف والمضاف .
قال سماحته : المعطوف لابد له من معطوف عليه والمضاف لابد له من مضاف اليه.
قلت : أفهم من ذلك أن المعطوف غير المعطوف عليه .

قال سماحته : والمضاف غير المضاف اليه .
قلت : هل أمرنا الشرع الكريم أن نؤمن بالله وغيره .
قال سماحته : الغيريه المطلقه هى غيرية العين ” العينيه ” .
أى الذوات فكل ذات غير الذات الأخرى قطعاً .
وأما الغيريه الحكميه فأظنها هى التى لعبت برأسك .
قلت : هل رأيت سماحتكم ما يدور برأسى ؟
قال سماحته : نعم رأيته بل ورأيت أصله فهو ناتج عن قلبك ويؤدى إلى لسانك .
فالقلب أولاً ثم الرأس ثم اللسان فكل عبد يضمر أمراً لابد أن يظهره الله تعالى على مسحات وجهه أوفلتات لسانه ولو خبأه خلف سبعين حجاب .
قلت : قبل ان أتوه . . ماذا رأيتم فى كل ذلك وبينه ؟
قال سماحته : كأنى أراك تتسائل قبل أن تسأل إذا كان العطف غيريه فكيف نؤمن ” بالله ” والمعطوف عليه الذى هو غيره ” الملائكه ” ثم المعطوف الآخر الذى هو غير آخر ” الكتب ” ثم المعطوف الذى يليه وهو ” الرسل ” وهو أيضاً غير على حد فهمك ثم القدر ثم الموت ثم البعث ثم الجنه . . ثم النار وكل ما عطف على الله .
ثم قال سماحته : هل فهمت ؟ قلت : ومن أذن ؟ .
ثم قلت : أضف إلى ذلك ما ورد من مضاف وقد علمت من سماحتكم أن المضاف غير المضاف اليه وقد أضاف الله الملائكه ” ملائكته ” والكتب ” كتبه ” والرسل ” رسله ” فكل هذه الغيريات مضافه إلى الله وأمرنا أن نؤمن بها ، فهل الإيمان بالله وغيره وغيره وغيره واجب أم هو الشرك بعينه أم هناك فى جراب العلم ما يشفى الصدور ويجلى المبهم والمغمور ولله عاقبة الأمور .
فلما راى سماحته ما بى من ضيق وكأنى تحولت من صديق إلى صفيق إستدرك علىّ فى السؤال ثم قال : يا بنى إن الغيريه المطلقه غيرية الأعيان أوالذوات فذوات الملائكه مختلفه عن ذوات الرسل وكذلك عن ذوات الكتب . . إلخ يعنى هذا غير ذاك غير ذلك أما الغيريه الغير مطلقه فهى الغيريه الحكميه فإذا عطف الله احداً من غيره عليه يصبح هذا الغير ليس غيراً حُكماً بمعنى أن نؤمن بالله ولا نكفر بالملائكه والرسل والكتب والقدر . . إلخ كل هذه المذكورات حكمها واحد وهو وجوب الإيمان بها ولكن ذواتها متغيره .
فهى لا تعتبر غير المعطوف عليه ولا غير بعضها حكماً وإن كانت ليس عين المعطوف عليه ولا عين بعضها البعض وقلت وكذلك المضاف ؟
قال سماحته : المضاف يأخذ حكم المعطوف من حيث الإطلاق الحُكمى ولكن يشترط أن يكون مضافاً إلى الله على سبيل الإستحسان. قلت : ما هو الإستحسان هو الآخر ؟
قال الشيخ : هناك فرق بين أولياء الله وأعداء الله فأولياء الله مضاف إلى الله إستحساناً أما أعداء الله فلا يجب حتى أن نطلق عليها مضاف اليه .
قلت : ماذا نطلق عليه إذن ؟؟
قال سماحته : يا بنى يكفيك ما فيك ولا أريد أن أزيد على المثقله حملاً فهذه من عظمة اللغه العربيه .
قلت : أحب أن أثبت لسماحتكم أنى فهمت بالعربى . قال سماحته : كيف ؟
قلت : إن كل ما عطف على الله وكل ما أضيف اليه على سبيل الإستحسان لا يعتبر غيره حكماً وإن كان غيره عيناً .
فالعبد والمعبود لا يتشاكلان تجانساً والحمد لله رب العالمين .
ثم رق الشيخ لحالى وعذرنى بجهلى فى مقالى ودعا لى بالفهم وزوال الهم .

والسـلام عليكـم
وعليكم السـلام
مـريـد