أمر المسلمين

مجلة التصوف الإسلامى
فبراير 2007

[إِنَّمَـا الْـمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ]
صدق الله العظيم

(10الحجرات)

بفرحة الأواب الداعى إلى ربه بين الباب والمحراب … وقد فتحت له الأبواب وقبله الكريم التواب … التقيت سماحة الإمام . . وقد تفضل سماحته
برد السلام ثم بدأنا نستدر أعذب الكلام .
قلت : سيدى الكريم إن لقاءنا اليوم إن شاء الله تعالى عن الإهتمام بأمور المسلمين فقد سمعت أن رسول الله ^ قال : (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ).(1)
قال سماحته : صدق رسول الله ^ .

قلت : تريد أن نهتم فى هذا اللقاء الطيب بأمور المسلمين حتى نكون منهم فهيا نهتم .
قال سماحته : هيا .
قلت : ما رأى سماحتكم فى محاكمة صدام حسين وهل هى سياسيه أم عسكريه أم مدنيه وهل الحكم الصادر على ذلك ال . . . من الأحكام الجائره وهل هو مظلوم أم هو مستحق هو ورفاقه لذلك وهل يصح أن نقول عليهم رفاقه أم أتباعه أم شركاؤه أم أذنابه أم زبانيته أم ماذا نقول وما رأى سماحتكم فى إعدامه فى أيام العيد ؟ وهل من اللائق هذا الفعل ؟ وهل أخطأ القضاء العراقى عندما حكم عليه بالإعدام شنقاً حتى الموت ؟
مع أن العسكريين يعدمون رمياً بالرصاص تكريماً لهم وما هو الخطأ والصواب فى ذلك الأمر . . هذه مقدمة السؤال أما البقيه فهى إن شاء الله بعد جوابكم .
قال سماحته : يبدو أنك قررت تغير موضوع اللقاء منفرداً دون الرجوع الينا .
قلت: هذا هو صلب اللقاء لأن فيه إهتمام بأمور المسلمين كما ورد فى الحديث الشريف .
قال سماحته : إلى هذه الدرجه ؟ . قلت : أعتقد .
قال سماحته : وصل الأمر إلى الإعتقاد ؟ . قلت : أعتقد إذا لم يكن ذلك خطأ .
قال سماحته هل وصل بك الأمر إلى العقيده الراسخه بأن هذا الموضوع هو أمر المسلمين كلهم وأن عدم الإهتمام به يخرجك من المله ؟
ثم إستطرد سماحته يقول : يا بنى هل تعلم يقيناً ما فعل صدام ؟ قلت : لا
ثم قال : هل تعلم يقيناً ضمير القاضى الذى أصدر الحكم ؟ . قلت : لا
قال سماحته : هل تعلم تفاصيل ومواد الدستور العراقى ؟
قلت : لا
قال : هل تعلم نيته ونية معاونيه ؟
قلت : لا
قال سماحته : هل تعلم اللحظه التى ينتهى فيها اجله ؟
قلت : لا
قال سماحته : هل تعلم حجة الإدعاء ؟
قلت : نعم هى إبادة وإعدام الكثير فى قضية الدجيل .
قال سماحته : تعرفهم ؟
قلت : لا
قال سماحته : يمكننى أن أسألك أكثر من ذلك ولكن فى النهايه أقول لك : [ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً ] (36 الإسراء) صدق الله العظيم
قلت : يعنى يجب أن أسكت ؟
قال : عندما لا يكون لك دور فى الكلام وإلا تكون كالجمله الإعتراضيه أو التى ليس لها محل من الإعراب .
قلت : طيب وأمور المسلمين ؟
قال سماحته : هل هذا الأمر هو أمور المسلمين ؟
قلت : أريد أن أهتم حتى أكون من المسلمين .
قال سماحته : إن الإهتمام بأمور المسلمين ليس كما تفهم .
قلت : أريد أن أفهم مره واحده دون أن أسبب لسماحتكم هذا العناء فى كل لقاء .
قال سماحته : المكتوب على الجبين . قلت : هل أنا ؟
فضحك متبرماً من ذكائى وقال : إن الإهتمام بأمور المسلمين يكون بأداء الواجبات وإتقان الأعمال التى تعود عليهم بالخير والنفع فلو أتقن الصانع صنعته والزارع زراعته والتاجر تجارته والموظف وظيفته والمدرس تدريسه والخطيب خطبته والعمال أعمالهم فكل ذلك يعتبر إهتماماً بأمور المسلمين ولو أمسك المسلم لسانه ويده فقد سلم المسلمون منهما يكون قد أدى ما عليه من الإهتمام بأمورهم فلا يكذب ولا يغتاب ولا يشهد زوراً ولا يسب ولا يطعن ولا يلعن ولا يسير بين الناس بالنميمه ولا يسرق ولا يرتشى ولا يؤذى المسلمين بيده ولا يبطش – إذا قدر– يكون قد أهتم أيضاً
فقد قال ^ ” المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده “(2)
وإنى أوصيك يا بنى وأوصى أمثالك ألا تختزلوا أمور المسلمين وتجعلونها محصوره فى الموضوع الذى أقمت به الدنيا ولم تقعدها وهو شأن صدام وأعلم أنه لم يذهب إلى الآخره إلا وقد إنتهى أجله إنتهى رزقه من الطعام والشراب والهواء ويجب أن تبعد نفسك عن الخوض فى أمور هى بيد الله تعالى : [ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا للهِ ] (57الانعام،40يوسف) وإعلم أن الصوفى القديم قال : لاالأمر
أمرى ولا التدبير تدبيرى ولا الأمور التى تجرى بتقديرى .
ثم قال سماحته : أرجو أن تكون قد فهمت .
قلت : ما فهمته أن من يعمل عملاً ينتفع به المسلمون أو يمنع شيئاً يمكن أن يتضرر منه المسلمون يكون قد إهتم بأمرهم . قال سماحته : الان عرفت فالزم .
قلت : أرجو أن تتقبل بسعة صدركم إعتذارى عن جهلى كما أرجو أن تتقبل سماحتكم خالص شكرى وجزاكم الله خيراً .
قال سماحته : الان عرفت فالزم .
قلت : أرجو أن تتقبل بسعة صدركم إعتذارى عن جهلى كما أرجو أن تتقبل سماحتكم خالص شكرى وجزاكم الله خيراً .

والسـلام عليكـم
وعليكم السـلام
مـريـد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)من حديث المعجم الأوسط الجزء (8)- ص(230) رقم الحديث7469- عن حذيفة قال: قال رسول الله ^ (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم )
(2)من حديث صحيح مسلم الجزء (1) ص(65) رقم الحديث -65 – ( 41 )عن جابر يقول: سمعت النبي ^ يقول: ” المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ”