الناسخ والمنسوخ

مجلة التصوف الإسلامى
عدد (295) سبتمبر 2003

[بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ]
[ مَا نَنسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَآ أَوْ مِثْلِهَآ ]

فرحة المستجيرين بالجوار والمتناجين بالحوار والمنتظمين فى مدار المحبة مع الأبرار والله يقدر الليل والنهار .
السلام عليكم صاحب السماحة ورحمة الله وبركاته .. وعليكم السلام لقد تفضلتم على سائلكم بلقاء شهرى .. يلقف ما صنع الجهل

برأسى كما لقفت عصا موسى الحبال والعصى واليوم أريد الجواب الشافى بالقدر الكافى والكيل الوافى عن قضية الناسخ والمنسوخ فقد ألقاها أعداء الإسلام بين العوام مشككين للعقول البسيطة مدعين أن هذا من عدم الانضباط فى أحكام القرآن فهل هذا الأمر تعديل أم تبديل أم تغيير فى الأحكام ؟ ولماذا ؟
قال سماحته : مما يؤخذ عليك كثرة الإستطراد وكثرة استعمال المترادفات قلت : لا تؤاخذنى فهذا منتهاى .
قال سماحته : إعلم يا بنى أن أمة سيد الأولين والآخرين أعطاها الله تعالى مالم تعطه أمة غيرها واختص الله نبيها ^ بما لم يعطه واحد من المرسلين عليهم السلام ومن أهم وأعظم المنح الإلهية للأمة المحمدية منحة الناسخ والمنسوخ أو الناسخ للمنسوخ وهناك فرق كبير بين رجوع العاجز فى رأيه وبين نسخ القادر لحكمة واليك أمثلة بسيطة ..
قبول التوبة و إستبدال السيئات بالحسنات .. والحسنات يذهبن السيئات وفتح باب الشفاعة .. ورفع الإصر عن الأمة.. وقوله تعالى : [ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ] (178 البقرة) .. وسبق الرحمة على الغضب.. وإجابة الدعوة وإلغاء الأحكام القاسية مع القدرة المطلقة على تنفيذها.. وغيرها ذلك كثير كل هذا من مظاهر الناسخ والمنسوخ ولا توجد أية رحمة نسخت بآية عذاب ولو كان القرآن من عند غير الله لما إستطاع سبحانه أن يغير أو يخفف أو يضيف .. قال تعالى : [ مَا نَنسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَآ أَوْ مِثْلِهَآ ]. (106 البقرة)
وهذا يعنى أن الله يقول يا عبادى هذا هو حكمى الذى تستحقونه على أعمالكم ولكنى قادر على العفو عنكم بنفس القدر الذى أستطيع تعذيبكم فالله سبحانه هو الذى كتب ما كتب عدلا وهو الذى نسخ ما نسخه رحمة منه [ يَمْحُواْ اللهُ مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ] (39 الرعد).
وفى النهاية لا تخف يا بنى على البسطاء من المسلمين إذا واجهوا أعداء الشرع والدين لأن علماء الإسلام بأيديهم الحجة التى إذا ألقوها على ما يلقى المبطلون فإذا هى حية تسعى وتلقف ما صنعوا وما يصنعون إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون .
ونحن نؤمن أن كل القول من عند ربنا وإنا إلى ربنا لمنقلبون وربنا الرحمن المستعان على ما يصفون .
ثم قال سماحته : هل فهمت
قلت : على قدرى فهمت وعلى جهلى ندمت.. ومن علمكم غنمت وفى عودة أخرى عشمت .
قال سماحته : مرحبا بك كلما قدمت .

والسـلام عليكـم
وعليكم السـلام
مـريـد