ليلة النصف من شعبان

مجلة البحيره و الأقاليم
عدد رقم – 236
 
الحمد لله رب العالمين بيده الأمر وإليه المصير يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وبعد . فإن ليلة النصف من شعبان اختلف حولها العلماء وغير العلماء خلافاً لا مبرر له فمن قائلاً يُجب ومن قائلاً لا يُجب ومن قائل بالحل ومن قائلاً بالحرمة ومن معترض على الدعاء فى حد ذاته ومن معترض على ما جاء فى الدعاء من النصف من شعبان وخروجاً من الخلاف نقول إن من يدعو فى هذه الليلة لا يطلب من آله آخر وإنما يطلب من الله وأما الخلاف حول ما جاء فى مضمون الدعاء المتواتر أو المتفق عليه أو المقبول لدى العامة نرى إن من حق العبد أن يطلب من سيده المعقول وغير المعقول وما يرى لازماً لحياته فى الدنيا والآخرة وعلى الله القبول أو عدمه وكل شئ يطلبه العبد من الله لا يقع تحت دائرة المستحيل فسيدنا موسى عليه السلام طلب أن يرى الله بعينى رأسه وهو يعلم أن الله لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ولم يُخطئ سيدنا موسى فى طلبه بأن طلب الممكن وكل شئ تحت القدرة الإلهية هو عين الممكن ولو رأى الناس أنه مستحيل فلا مستحيل على الله ولا يوجد أوقات يمنع فيها الدعاء مع أنه توجد أوقات تُمنع فيها الصلاة كوقت الشروق والغروب وأوقات يُمنع فيها الصيام كليلة الشك والعيدين وأوقات يُمنع فيها الحج وهو طول العام ماعدا يوم عرفة وهكذا إلا أن الدعاء لا يوجد أوقات يُمنع فيها وجميع الصيغ التى يدعو بها العبد ربه لا حرج عليه فيها مع حسن الظن بالله وأفضل الأوقات للعبد هى التى يوفق فيها إلى دعاء ربه وأفضل الصيغ هى التى يُلْهم بها العبد من ربه ولى رجاء أن نترك الأمر لله ونخلى بين الله وعباده ولا نسد المنافذ على الناس فإلى الله تُرجع الأمور وإليه يرجع الأمر كله
 
وكل عام وأنتم بخير
 
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم