الوثنية والحصان

مجلة البحيرة و الأقاليم
عدد رقم – 235
 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه وذريته إلى يوم الدين وبعد : فإن مولد الرسول الكريم هو مولد النور كله والسرور كله والفرح الذي يظهر على وجوه المؤمنين النابع من قلوبهم أمر غير مستغرب أليس النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي أخرجهم من الظلمات إلى النور .. وكما هو معلوم أن إظهار الفرحة لا يكون بناءاً على أمر إلهي ذلك لأن الفرحة تحدث عندما يقع لصاحبها أمر مفرح وكما أن الحزن أيضاً إظهاره لا يكون بنص أو تعليمات حيث أن الحزن يظهر عندما يحدث للمرء أمر محزن ولكن ينبغي مراعاة الأمر والنهى عند إظهار الفرح أو الحزن فنعمة الفرحه إذا لم يخالطها فعل المنكرات من الطعام والشراب والحركة .. بئس أن يحزن الإنسان دونما شق للجيوب أو لطم للخدود أو دعوه الجاهلية .. فعندما لحق سيدنا إبراهيم إبن سيدنا رسول الله بالرفيق الأعلى دمعة عين الرسول صلى الله عليه وسلم دمعة رحمه وقال: تدمع العين ويخشع القلب ولا نقول ما يغضب الرب وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزنون .. وإنا لله وإنا إليه راجعون .. والكبار من الناس يعرفون الضوابط والحدود أما الأطفال فلا يعرفون ذلك ولا يفرحون كفرح الكبار .. ولا أرى مانعاً من أن يلعب الأطفال ويلهون فرحاً بمولد النبي الكريم بعروسة من الحلوى أو جمل أو حصان ولا شبهة وثنيه في ذلك لأن الأطفال إذا عبدوا الوثن فعلاً فلا شئ عليهم وهو من قبيل اللهو فبراءتهم تساوى بين اللهو والعبادة على حد فكرهم .. وما رأينا طفلاً كان يلهو في صغره بتمثال ما رأيناه يعبده عندما يكبر .. والعجيب أن هذه الأشياء والدمى تظهر في مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ألا يدل ذلك على عظمة النبي الكريم حيث أن مثل هذه الأشياء كانت تُعبد ويسجد لها عظماء الناس قبل بعثة النبي وكانت بالنسبة لهم آلهة معبودة مقدسه .. أما الآن فقد أصبحت تلك الأشياء لعبه في أيدي أطفال المسلمين الذين رباهم النبي صلى الله عليه وسلم على التوحيد ولا يظن عاقل أن مسلماً يعبد حصاناً من الحلوى وفى بيته حصان حقيقي أولى بالعبادة إن صح التعبير والتمثال لا شئ فيه والصنم هو الذي يُعبد ليقرب عابده إلى الله زلفى .. أما الوثن فهو المعبود من دون الله بالباطل لذاته .. عزيزي القارئ أعلم أن النية هي المرجع الأخير عند الحكم بالإيمان أو الكفر ولا يعلمها إلا الله
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم
ولا حول ولا قوة إلا بالله