القرآن والفرقان .. والمصحف و الكتاب ؟

عقيدتى
العدد – 904
 
ما الفرق بين القرآن والفرقان؟ والمصحف والكتاب؟ القرآن من القراءة.. كلمات نقرأها.. أو نسمع من يقرأها.. (( وإذا قرأ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا )).. والكتاب .. صفحات مكتوبه.. مهما كان .. ويجب أن نقول (( كتاب الله )) لنفرق كتاباً نزل من السماء عن كتاب صاغه بشر .. يقول سبحانه وتعالي:(( ما فرطنا في الكتاب من شىء )).. ومثل الكتاب .. المصحف ..أى المكتوب فى صحيفه .. أو صحائف.. ومن ثم يسمى مصحفاً .. أما الفرقان فهو المرجع الذى نحتكم إليه.. يقول سبحانه وتعالي: (( وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً )).. ويقول سبحانه وتعالي: (( إنه لقرآن كريم فى كتاب مكنون لا يمسهه إلا المطهرون )).. لم يقل (( لايلمسه )).. فهناك فرق يصعب الانتباه إليه بين المس واللمس.. توضحه قصة مريم .. فعندما جاءها الملك وقال لها: إنى رسول ربك لاْهب لك غلاماً زكياً (( قالت: أنى يكون لى غلاماً ولم يمسسنى بشر ولم أكن بغياً )).. هى أيضاً لم تقل (( لم يلمسنى )) بشر.. فهناك فرق بين فعل يمس .. ويلمس .. ويباشر .. ويلامس .. ويعاشر .. المس من بعيد مثل رشة العطر.. (( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذى يتخبطه الشيطان من المس )) وفى قصة موسى والسامرى والعجل الذى أضل به بنى إسرائيل يقول نبيهم (( إن لك فى هذه الحياة الدنيا أن تقول لا مساس )).. فكلمة مس لا تعنى الملامسه .. فاللمس يحدث بين طرفين غير متجانسين .. يقول سبحانه وتعالي على لسان الجن (( وإنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسأ شديداً وشهباً )).. وتطلق المباشرة على التقاء بشرة إنسان ببشره أنسان إخر .. يد رجل بوجه امراة مثلاً .. أو أصابع طفل بشعر أمه.. يقول سبحانه وتعالى: (( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم )) (( ولا تباشروهن وأنتم عاكفون فى المساجد ))..  ولو كانت المباشرة فى منطقة العورتين .. أو الختانين فإنها تسمى الملامسة .. يقول سبحانه وتعالى: (( أو لامستم النساء ولم تجدوا ماء فتيمموا )).. فإذا ما أدى لقاء العورتين إلى ما هو أكثر من ذلك تكون المعاشرة.. ولو عدنا إلى السيدة مريم نجدها لم تقل لم يعاشرنى .. أو لم يلمسنى .. ولو بالنية ولو بالتفكير فيها .. لقد حفظها الله وضمن أن لا يقربها أحد ولو بالتمنى .. نوع من الإعجاز الإلهى أن يحفظها الله فلا تلفت نظر أحد رغم جمالها الباهر.. هذا من جانب الآخرين .. أما من جانبها هى فقد قالت إنها لم تكن بغياً .. أى لم تبغ شيئاً .. أو تطلب شيئا بل أكثر من ذلك قالت مريم: (( لم يمسسنى بشر)) .. ولم تقل لم يمسسني رجل .. فكأن تطهر العقول والنيات تجاهها كان شاملاً كل البشر .. وهو تكريم لم يحصل عليه غيرها من النساء.
  فلو قلنا على كتاب الله لايمسه إلا المطهرون فإنما نقصد أن لا يتطيب به إلا المطهرون .. مثل المسك .. والعطر .. والطيب .. أى لايصل إليه إلا المطهرون من الشرك والدنس .. وهناك فرق بين المطهرون وهو اسم مفعول والمتطهرون وهو اسم فاعل. عندما سئلت السيدة عائشة عن أخلاق النبى قالت: كان خلقه القرآن .. وفى روايه أخرى وصف النبى عليه الصلاة والسلام بأنه (( كان قرآناً يمشى على الآرض )) .. إنه إمام المطهرين الذين اختارهم الله وهيأهم للوصول إلى مقام القرآن الكريم فى اللوح المحفوظ .. فتطبعوا به .. وتخلقوا به .. وكانوا ورثة رسول الله لأنه المطهر بالآصالة وهم المطهرون بالوكالة .. أو بالإنابة ..
 
ولا حول ولا قوة إلا بالله