الرسل والأنبياء . . وسيله بين الله وعباده – 1

مجلة عقيدتى
عدد –  814
 
هناك من يرفض وجود واسطة بين الله وعباده . . ويرفض التوسل . . ويحرمه , وبالعقل نقول : إن الله قادر سبحانه وتعالى قدره مطلقه على الوصول إلى عباده مباشرة . . فسبحانه وتعالى يقول : ” ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ” وهو عز وجل قادر على الوصول مباشرة لهداية الناس , وهذا صحيح , لكن لماذا جعل الرسل بينه وبينهم مع أن الرسل من عباده ؟
ثم لماذا جعل أمين السماء جبريل بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم مع أنه قادر على تكليم الرسول مباشرة كما كان الحال مع سيدنا موسى : ” وكلم الله موسى تكليماً ” ؟
لماذا كان جبريل واسطة هنا رغم أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أعلى منزله من سيدنا موسى ؟
إن الرسول بالطبيعة والمهمة وسيله لتوصيل كلام الله إلى عباده , يقول سبحانه وتعالى :
” لتبين للناس ما أنزل إليهم ” ثم ألا يعتبر أمين الوحي جبريل وسيله بين الله ورسوله ؟ بلى . . هذا ما أراد الله فمن يحكم بحرمة الوسيلة مطلقاً كمن لا يرضيه حكم الله سبحانه وتعالى الذى يقول : ” قل أتعلمون الله بدينكم ” .
إن كلمة ” رسول ” على إطلاقها تعنى واسطة أووسيله , هيئة البريد واسطه بين المرسل والمرسل إليه , أى حامل رسالة بين شخصين هو واسطة بينهما , إن لا أحد يدخل الإسلام إلا إذا نطق الشهادتين . . لا إله إلا الله محمد رسول الله . . ماذا تعنى ” محمد رسول الله ” تعنى أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وسيله إستخدمها الله وهو غنى عنها لإبلاغ رسالته إلى الناس ” يا أيها الناس إنى رسول الله إليكم ” ألا يعتبر الرسول واسطة بحكم الله ؟ لذلك لا يجب تحريم الوسيلة تحريماً مطلقاً لأن هذا يدخلنا فى المحظور فإذا لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم وسيله فماذا يكون ؟ إذا أنكرناه كوسيله .
 
وللحديث بقيه بإذن الله