إرحموا من فى الأرض

مجلة البحيره و الأقاليم
عدد رقم – 214
 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وآله وأصحابه وأزواجه أمهات المسلمين . وبعد ، فإن هناك من الأمور ما يجب طرحه على العوام لإبداء الرأى فيه حيث لا يختلف رأى أحد عن الآخر وكل من وافق أو إعترض فى الميزان سواء مثلاً : كما هو الحال فى إدارة الحمله الإنتخابيه لمجلس الشعب أو الشورى أو المحليات أو النقابات أو الجمعيات ذلك لأن هذه الأمور قائمه أصلاً على المشاركه الجماهيريه والعالِم وغير العالِم فيها سواء وقد يكون الغلبه فيها للصوت العالى أو المقام الرفيع أو المال أو العزوه أو التزوير إما أن يصل الأمر إلى طرح الأمور الدينيه التخصصيه جداً على الرأى العام فإن ذلك فيه إضاعه للوقت والجهد وتعطيل الإنتاج ودخول من لا يعلم فى حوار – من لا يعلم فيما لا يعلم مع من يعلم أو لا يعلم ولا يقول أحد الله ورسوله أعلم , أليس من الأحرى ألا تطرح هذه الأمور الحساسه والمستغربه ( الغريبه ) على أهل الإختصاص علماً بأن الدين له أصول وقواعد وأسس وعلماء جعلهم الله ورثة الأنبياء وجعل إختلافهم رحمه ومعنى إختلافهم هو تعاقبهم وليس الشجار والعراك فإختلاف العلماء هو تعاقبهم كإختلاف الليل والنهار فطالما أن العالِم يخلفه عالِم ثم عالِم يظل العلم حياً وهذا هو عين الرحمه
أما إذا كان لا يوجد هناك علماء قبض العلم بموتهم والرحمه توجد فى بقائهم وتعاقبهم
عزيزى القارئ أرجوا أن ترى معى أن الدين لا يوجد فيه مجال للغوغاء لأن الدين فى صدور وعقول وأرواح العلماء ” إنما يخشى الله من عباده العلماء ”
ولكن العامه يجب أن نرحمهم ولا نفتح لهم المجال ليخوضوا فى آيات الله بغير علم ولا سلطان من العلم فالراحمون يرحمهم الرحمن
أيها المستغلون إرحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء
 
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم
المحرر