الدسوقية المحمدية آخر الطرق الصوفيه فى مصر
جريدة الفجر
عدد رقم 103
وشاح الصوفيه لشيخ الدسوقيه المحمديه
هذا الرجل المؤمن . . العالم . . الأنيق المبدع . . المبتكر . . المنتج . المجتهد . . المبتسم . . غير فكرتى عن الصوفيه .
كنت أتصور الصوفيه نوعاً من البهدله العقليه . . خيش . . وحشيش . . وبقشيش . . عزله على رصيف عام . . وتمسح فى مقابر رخام وإنتظار حسنه من لئام . . تقاعد عقلى مبكر . . ورفض الإيمان بالفكر . . إنسحاب من الحياه إلى كهوف العزله . , وإدمان التسول بحثاً عن عمله .
لكن . . الشيخ / مختـار على محمـد الدسوقـى شطب تلك الصوره المشوهة . . وعلق أمامي صوره أخرى . . مبهره . . فهو يرتدى ثياباً عصريه مناسبه . . ويدير مشروعاً للثروه السمكيه . . وينقل لمريديه ما يفتح به الله عليه من الثروه السماويه .
وقد كتبت ذلك عنه من قبل . . وإقتربت منه لعل النور الذى تكبشه يده وتلتقطه من نجوم الإيمان يصل بعض منه إلينا . . فننتفع به . . لكنى . . أعود من جديد إليه بعد أن أصبح شيخاً لطريقه جديده . . هى الطريقه الدسوقيه المحمديه . . الطريقه السابعه والسبعين فى مشوار أهل الله . . وأصفياء الله . . وأحباب الله .
فى 24 مارس الماضى قرر المجلس الأعلى للطرق الصوفيه برئاسة الشيخ حسن الشناوى شيخ مشايخ الطرق الصوفيه إعتماد الطريقه الدسوقيه المحمديه طريقه صوفيه . . وتعيين
الشيـخ / مختــــــار علــى محمــــد الدسـوقــــى شيخــــــــاً لهـــا ” وتمكينـــه وتثبيتـــه وتأييـــده”.
ويحكم الطرق الصوفيه فى مصر القانون رقم 118 لسنة 1976 ويتكون مجلسها الأعلى من عشرة أعضاء منتخبين من مشايخ الطرق الصوفيه وخمسه أعضاء معينين بحكم وظائفهم ويمثلون الأزهر والأوقاف والحكم المحلى والداخليه والثقافه .
ويتخذ المجلس قراراته بالأغلبيه . . لكن . . قراره بالأغلبيه وحده لا يكفى للموافقه على إضافة طريقه جديده . . فلا بد من مراجعة اللجنه العلميه والثقافيه وهى لجنه مهمتها توثيق النسب إلى رسول الله وتواصل العلاقه بينه وبين من سبقوه من مشايخ . . ولابد من موافقة الجهات الأمنيه . . وبعدها يكون القرار صائباً ونافذاً .وتجرى الإنتخابات كل ثلاث سنوات . . وينتخب شيخ المشايخ من بين أعضاء المجلس المنتخبين من زملائهم مشايخ الطرق الأخرى .وقد إحتفلت الطرق الصوفيه بمولد الطريقه الجديده يوم السبت 5 مايو فى مزرعة الكرام فى منتصف الطريق بين القاهره والإسكندريه بحضور مشايخها . . وشيخ مشايخها . . ونقيب الأشراف أحمد كامل ياسين وهو أيضاً شيخ الطريقه الرفاعيه.
بدأ الإحتفال بكلمة من الشيخ حسن الشناوى قرأ فيها تقرير المجلس بإعتماد الطريقه الجديده وشيخها . . ويكشف نص التقرير عن أسلوب الشيخ الصوفى فى مصر . . ويوصف التقرير تقرير التقليد الشريف . .
وينص على :
صدر هذا التقرير الفخيم الواجب تلقيه بالإحترام والتعظيم من المشيخه العامه للطرق الصوفيه بجمهورية مصر العربيه . . أمر بتحريره صاحب السماحه والسياده والرجاحه الشيخ حسن محمد سعيد
الشناوى الموقع إمضاؤه الكريم أعلاه ومضمون هذا التقرير الشريف والتقليد المنيف أنه لما رأى سماحته
فى السيد الأستاذ مختار على محمد أحمد الكفاءة في الأعمـال وصحت لديه منه مخايــل الفضل والكمـال قلـده
شيخــاً للطريــقـــة الدسوقيـــة المحمديــــة
وذلك بناءً على إجماع أعضاء اللجنه العلميه والثقافيه بعد إطلاعها على ما قدمه من أوراق بتاريخ الثلاثاء 23 صفر1428 ( هجريه ) الموافق 13 مارس 2007 ( ميلاديه ) وبناء على موافقة الجهات الأمنيه وكذلك إجماع المجلس الصوفى الأعلى بالموافقه بعد تقرير اللجنه العلميه والثقافيه وذلك بجلسته الثالثه لعام 2007 ميلاديه يوم السبت 5 ربيع الأول 1428 هجريه الموافق 24 مارس 2007 ميلاديه وقرره فى ذلك ومكنه وثبته وأمره بتقوى الله التى هى شعار المؤمنين وعصمة عباد الله أجمعين والتى حض الله تعالى أولياؤه عليها وهداهم فى محكم كتابه إليها فقال جل جلاله : ” يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله وكونوا مع الصادقين والله الموفق للصواب وإليه المرجع والمآب .
توقيع : أمين عام المجلس الصوفى الأعلى أحمد خليل عفيفى . . وشيخ مشايخ الطرق الصوفيه ورئيس المجلس الصوفى الأعلى الشيخ حسن محمد سعيد الشناوى . . وتحريراً فى يوم الأربعاء 23 ربيع الأول عام 1428 هجريه الموافق 11 أبريل عام 2007 ميلاديه .
وبعد أن إنتهى الشيخ الجليل من قراءة البيان قام نقيب الأشراف بتقليد الشيخ مختار على محمد أحمد وشاحاً مكتوب عليه إسم طريقته وسط هتافات مريديه الذين تجمعوا فى هذه المناسبه التى طال إنتظارهم لها . ويتميز مريدوا الطريقه بنجاحهم فى الحياه العمليه وحصول أعداد كبيره منهم على أعلى الشهادات . . كما أنهم يرفضون الصوره الشائعه الخاطئه عن الصوفى التى روجت لها الأفلام والمسلسلات وهى صوره ترسمه شخصاً رث الثياب . . يهمل الدنيا . . لا يستحم . . لا يعمل . . لا يتفاعل مع من حوله . . وهى صوره ظلمت الصوفيه وظلمت أنصارها . . وهى صوره تحتاج إلى مراجعه ومرافعه .
وربما كان الدليل على سخافة تلك الصوره أن غالبية مشايخ الطرق الصوفيه الذين حضروا الإحتفال كانوا يرتدون ملابس عصريه . . نظيفه وأنيقه . . ويتمتعون برجاحة العقل . . وسلامة القول . . وإتزان الفعل .
إن الصوفيه سفر فى شرايين الإيمان . . وإفراغ للقلوب من سطوة الأحزان وحشو النفوس بالزعفران .
عادل حموده
في تصنيف : مقالات أخرى في أغسطس 12th, 2010