تفسير جديد لتكرار الأم ثلاث مرات فى حديث رسول الله

الفجر العدد 73
30/10/‏2006

منذ كنا فى المدرسه الإبتدائيه ونحن نستخدم ذلك الحديث النبوى الشريف فى التدليل على مكانة الأم التى كرمها الله ووضع الجنه تحت قدميها .
وفي صحيح البخاري – الجزء (4) ، ص (86) كتاب الأدب رقم (81) :
5971 – حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع بن شبرمة عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله ^ فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال: ( أمك ) . قال: ثم من ؟ قال: ( أمك ) . قال: ثم من ؟ قال: ( أمك ) . قال: ثم من ؟ قال: ( أبوك ) .
كنا نقول إن الأم كرمت فى الحديث ثلاث مرات بينما جاء ذكر الأب مره واحده.. بعدها وهو التفسير السهل المعتاد والمعروف . . لكن . . يمكن تفسير الحديث تفسيراً مختلفاً فى ضوء ما نشرنا فى العدد الماضى عندما كنا نتكلم عن المعنى الحقيقى لكلمة النبى الأمى . . لقد توصلنا إلى أن مصدر كلمة أمى هو فعل أمم وهو نفس مصدر كلمة أم ومصدر كلمة إمام . .وإنتهينا بعد طول شرح ( أرجو الرجوع إليه ) إلى أن كلمة أميه هى أصل كلمة أمومه وأصل كلمة إمامه . . وبالتالى هناك علاقه لغويه بين الأمومه والإمامه والأميه. 
ومن ثم فإن كلمة أمك الأولى فى حديث النبى ^ يكون معناها الأميه المتمثله فى رسول الله الذى هو أصل أصل العلم الذى علمه الله.
وكلمة أمك الثانيه فى الحديث نفسه معناها الإمامه المتمثله فى رسول الله أيضاً والراسخين فى العلم .
وكلمة أمك الثالثه فى الحديث ذاته معناها الأمومه المتمثله فى الأم .
والأم يمكن أن تأمر إبنها بالشرك بالله خلافاً للإمامه التى تسبقها وللأميه التى بدأ بها الحديث. . ولو سقطت الأخيره ( الأمومه ) من المصاحبه فى الدنيا يكون للإنسان المؤمن أن يصاحب الرسول وأولياء الله والراسخين فى العلم.
ومن ثم يكون تفسير الحديث الشريف أن الإنسان يصاحب رسول الله ( الأميه ) ثم أولياء الله الصالحين ( الإمامه ) ثم الأم ( الأمومه ) والأب ( الأبوه ) . . وهنا يكون الأم والأب متساويين فى المنزله الدنيويه . . وخاصه أنهما يدفعان بأولادهما للشرك بالله . . يقول سبحانه وتعالى : [ وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِى مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَـىَّ ] 15 لقمان

ولا حول ولا قوة إلا بالله