ألقاب مملكه

مجلة التصوف الإسلامى
نوفمبر 2008

ألقاب مملكه فى غير موضعها  …..  كالهر يحكى إنتفاخاً صولة الأسد

بعد إذن بالزيارة في الأسبوع الفاصل بين المولدين الكبيرين للسيدين العظيمين السيد أحمد البدوي والسيد إبراهيم الدسوقي رضي الله عنهما التقيت بسماحة الإمام وبعد أن تفضل سماحته برد السلام قلت :

سيدي الكريم . . لقد كثرت في الآونة الأخيرة الأقاويل والفتاوى والآراء التي وصلت إلى حد التقاذف والتنابذ بالألقاب حول موضوع جديد قديم يطفو على السطح حيناً ويغوص في أعماق النسيان أحياناً .
فقال السيد : ما هو ذلك الموضوع ؟
قلت : هذا الأمر ” الموضوع ” هو شأن العلاقة بين السنة والشيعة والصوفية .
قال الشيخ : من ذا الذى أطلق على أهل السنة هذا اللقب ؟
قلت : أطلقوه من تسموا به .
قال السيد : وكذلك أطلق بعض الناس على أنفسهم أنهم شيعة أهل البيت وكذلك أطلق الصوفية على أنفسهم هذا المسمى وأنا أقصد أن هذه التسمية أو تلك وإن وردت في القرآن والسنة أو الحكمة فلا يوجد ما يثبت أو يفيد أن هذا الاسم خاص بهؤلاء القوم أو أولئك أو مقصور عليهم دون غيرهم إن هي إلا أسماء سموها لأنفسهم ما أنزل الله بها من سلطان أضف إلى ذلك أن معظم المتحدثين والمتشدقين بها لا يعرفون المعنى الحقيقي لها وهذا اللغط غالباً ما يحدث فى الأزمات الشديدة حتى ينصرف الناس إلى سفاسف الأمور عن عظائمها ، فالعالم الان يفكر في كيفية الخروج من الأزمة التي تشبه الآزفة التي ليس لها من دون الله كاشفه ، فالعالم مهدد بالإفلاس والقحط في كل شيء والكل من العقلاء العلماء العاملين على إصلاح ما أفسده المفسدون مشغولون بالبحث عن حلول جذريه لهذه الورطة أو المصيبة العالمية فآثارإعصار سونامى غير جغرافيه .
فالأموال والناس فى هذه الأيام يموج بعضهم فى بعض وفى هذه الظروف حيث يعم الخوف من المجهول ولا نعرف تحديداً من المسئول عن خراب العالم ومن المسئول أو المرجو أن يكون عنده الحل أقول وسط كل هذه الهموم والغيوم نجد قوماً جماجمهم خاليه وأفكارهم باليه يبحثون فى القمامة أو ما يسمى مزبلة التاريخ عن أمور لا تفيد المتحدث ولا السامع ويخوض فيها البسطاء وفى النهاية يظل الشيعي شيعياً ولا محاله ويظل الصوفي صوفياً ويظل السني سنياً وكل منهم مقتنع بما هو عليه وبما سمى به نفسه وما سمعنا أن صوفياً تحول إلى شيعي بدعوى أنهما يشتركان – حسب دعواهما – فى حب آل البيت وما سمعنا أن وهابياً أصبح شيعياً بدعوى أنهما يشتركان – حسب دعواهما – فى حب آل البيت وما سمعنا أن صوفياً أصبح وهابياً ولا وهابياً أصبح صوفياً – حسب دعواهما – أنهما يشتركان فى حب الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين في هذا الأمر إلا ما ندر والشاذ لا حكم له وكل من يخوض مع الخائضين فى هذه الأمور كالمنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى وليعلم الجميع أن من ولج فى هذه الفتنه لم يقل خيراً وكل الطوائف تكذب بعضها بعضاً [وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ * الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ] (10، 11 المطففين) ومجال هذا القول أن من أعتقد أن للخلق خالقاً تركهم وخالقهم ليحاسبهم يوم الدين ومن أخذ على عاتقه محاسبة الناس فكأنه يكذب بيوم الدين يوم يقوم الناس لرب العالمين. . . ثم يسكت الإمام .
فقلت : يا مولانا بماذا توصى أبنائك من أتباع الطرق الصوفية ؟
قال سماحته : أوصيهم ألا يكون لهم فى الفتنه نصيب فلا يكون أحدهم فى الفتنه ظهراً يركب ولا ضرعاً يحلب أو لحماً يؤكل فالفتنه قائمه ولكنها نائمة لعن الله من يوقظها وأقول للمتربصين بالصوفية : حسبكم فما لكم على الناس من سبيل إلا أن تكونوا ناصحين بالحكمة والموعظة الحسنه وأعلموا أن الصوفية أهل ذكر وفكر وليسوا رجالاً من ورق ولا تماثيل من خشب ولا دمى جوفاء حتى تستفزونهم كما تظنون عندما تطلقون عليهم فرية السلبية و أن الصوفيين هم صمام الأمن عند المخاوف والصابرون عند النوازل والحكماء عندما لا تكون النجاة إلا في الحكمة الحقه بعيداً عن العشوائيات التى أصابت التصوف كما أصابت كل شىء [لَا تَدْرِى لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً] (1 الطلاق).
ثم قال الشيخ هل فهمت ؟
قلت : بل استمتعت وحمدت الله واسترجعت [إِنَّا لِلهِ وَإِنَّـآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ] (156 البقرة)
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم

والسـلام عليكـم
وعليكم السـلام
مـريـد