الوســيلة

مجلة التصوف الإسلامى
عدد رقم (299 ) يناير 2004

[بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ]
[ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً * فَأَتْبَعَ سَبَباً ]
صدق الله العظيم

(84،85 الكهف)

بفرحة الواصلين من السالكين والواجدين من الذاكرين وفرحة فوز من هم للغيظ من الكاظمين إن في ذلك لآيات للمتوسمين
التقيت بسماحة الإمام وتبادلنا تحية الإسلام :

سماحة الإمام : أريد أن أسألكم سؤالا في الوسيلة وأريد الإجابة عنه في كلمات قليلة من العثرات مقيلة وفي ميزان المحبين ثقيلة. فكم سمعنا وقرأنا والتقينا حول معنى وافترقنا وقد اختلف حولها العلماء والفقهاء. وفي أقوالهم وفتاواهم تهنا وغرقنا.. فبالله عليك أسألك أن تبسط لنا من القول البسيط .. وتأتينا بالمعني الوسيط ..وتبعد عنا كل هاجس فالناس في الوسيلة مشارب ومدارس. فمن المعاني ما هو مرقع ومنها ما هو مخيط ، فالمرقع الذي يخدم أغراضا شتى والمخيط هو المغرض الذي يفصل علي هوى معين ويخدم غرضا هينا ، فإذا انتهى الغرض مات المعنى ، أريد المعنى الذى هو للقلوب قوت . لا يذر ولا يترك ولا يفوت .. سبحان الحي الذي لا يموت .
قال سماحته : أنت تريد التقصير والإيجاز في الإجابة ونسيت أنك تطيل في السؤال بأسلوب الف ليلة وليلة… فتعلم فقه السؤال :
قلت : علمني في لقاء قادم فقه السؤال حتى لا أنصرف عن تيسير معنى الوسيلة .
قال سماحته : باختصار شديد وقول مفيد إعلم أن مجرد اللجوء الي الوسيلة هو إقرار بأن المتوسل به غير فعال بل هو أداة في يد الفعال .
قلت : الله .. الله .. وطالما أن المتوسل إعتقد أن المتوسل به غير فعال بل الفعال هو الله عندئذ يكون بعيدا كل البعد عن كل ما يرميه به أهل الزيغ والضلال من الفسق والكفر والبدعة وغير ذلك من سوء الأفعال والأقوال.. ولي إن شاء الله عود ورجوع الي سماحتكم والي الله المرجع والمنقلب والمآل وصلي الله علي رسوله والصحب الكرام والآل وسلم تسليما كثيرا .

والسـلام عليكـم
وعليكم السـلام
مـريـد