إرهاب الإرهاب

مجلة التصوف الإسلامى
عدد (297) نوفمبر 2003


[بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ]
[ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ ]

(60 الانفال)

بفرحة الشاعر بالقصيدة الجديدة .. وفرحة الخلف بسيرة السلف الحميدة وفرحة السائل بالإجابات الفريدة .. التقيت بسماحة الامام حسب موعد .

وعد سماحته إياي وكما تعلمنا من سماحته أن خير البداية هى تحية الإسلام وبعد أن تفضل سماحته برد السلام .
قلت:سماحة الإمام.. تحدثنا فى اللقاء السابق عن إرهاب الإرهاب وفهمنا أن نفى النفى إثبات للضد فهل يوجد فى قصة هجرة سيدنا عمر بن الخطاب عبرة كما رأينا يوم إسلامه رضى الله عنه.   قال سماحته : نعم فيوم أن هاجر سيدنا عمر قام أيضا بإشهار سيفه ( قلت : لماذا نجد أنفسنا امام السيف كلما ذكر سيدنا عمر؟‍‍ قال سماحته: ولماذا لا فليست كل سيوف العالم وصواريخه ومدافعه لها صفة سيف سيدنا عمر.
قلت كيف ؟ قال سماحته إن سيدنا عمر رضى الله عنه عندما يشهر سيفه فى الهجرة ويقول من أراد أن تثكله أمه وترمل زوجه وييتم ولده فليلقنى وراء هذا الوادى فإنى مهاجر كأنه يقول أنا لا أريد قتالا ولكن من أراد قتالا فليلقنى وبالتالى فمن أراد القتال يكون هو المتعد ويكون سيدنا عمر فى موضع الدفاع . قلت : الدفاع عن ماذا ؟‍ قال سماحته : دفاع عن هجرته وليس هروبا من أحد إنما هو شدة شوقه الى اللحاق بحبيبه المصطفى ^ فى المدينة المنورة .. إنتبه .. إنتبه.. هل أذى أحدا بذلك ؟ قلت لا .
هل سلب حرية أحد بذلك ؟ قلت :لا
هل إغتصب مال أحد بذلك ؟ قلت : لا
هل يعتبر سيفه سيف عدوان وبلطجة و …؟ قلت لا
هل كان أعداء الاسلام يريدون أن يهاجر بلا سيف يحمى به نفسه وعقيدته وحريته دون المساس بالآخرين؟ قلت سبحان الله .
قال سماحته: إن الذين هاجروا سرا كان ذلك بسبب خوفهم من إرهاب الكفار لهم قلت : حتى رسول الله ^ ؟
قال سماحته : عهدتك عجولا ولكن لا أظنك بهذه السطحية .
قلت : إن عفو العالم عن الجاهل فريضة.
قال سماحته إن رسول الله ^ عندما هاجر سرا كان من باب الرحمة بضعفاء الأمة مع عدم نهيه ^ عن الهجرة جهرا .. قلت أغلقت بالفطنة باب السؤال.
قال : وما السؤال ؟ قلت: لو لم تقل سماحتكم أن رسول الله لم ينه عن الهجرة جهرا لقلت أن سيدنا عمر ابن الخطاب قد خالف السنة بهجرته جهرا وعلنا لأن الرسول^ لم يفعل ذلك وفى ذلك عجب فكل السائلين يحصلون على الجواب بعد السؤال .. فقال سماحته : هات قلت : سؤال بمعنى طلب. قال سماحته : أطلب قلت لقاء اخر.. قال سماحته ما ظنك الجواب ؟ قلت : كعادتكم كرام قال : أهلا
قلت : جعلكم الله للفضل اهلا .

والسـلام عليكـم
وعليكم السـلام
مـريـد