فى الملتقى الخامس – الشيخ . . الطريقه . . المريد . . الأوراد

فى الملتقى الخامس لعلماء ومشايخ الطرق الصوفيه
مجلة التصوف الإسلامى يناير 2006
 
عقد هذا الملتقى فى مقر الطريقه البرهاميه بشارع المنصوريه بالقاهره . وكالعاده فإن هذا الملتقى كسابقيه عقد تحت رعاية وبرئاسة وحضور سماحة الشيخ / حسن محمد سعيد الشناوى شيخ مشايخ الطرق الصوفيه ورئيس المجلس الصوفى الأعلى .
وقد كان مقرر هذا الملتقى فضيلة الشيخ / محمد على عاشور شيخ عموم الطريقه البرهاميه . وفى ضيافته عاش الحاضرون ساعات اللقاء الحميم فى جو من الصفاء الروحى والود المعهود عند أهل العهود .
وفى البدايه قرأ الحاضرون الفاتحه إيذاناً بإفتتاح الملتقى ثم قال السيد المقرر : أيها الساده لقد رأينا أن الملتقى فى المرات السابقه إستحوذ على إعجاب ورضا أبناء الطرق الصوفيه البسطاء الذين هم محور إهتمامنا جميعاً وذلك بسبب بساطة أسلوبه وخلوه من التعقيدات اللفظيه . وأرى أن يستمر هذا الأسلوب البسيط الذى يوصل المعنى بسهوله وبعيداً عن الجدل العقيم الصادر عن قلب سقيم ولا أطيل على حضراتكم فمرحباً بكم جميعاً فى دار أبى العينين سيدى إبراهيم الدسوقى . رضى الله عنه . والآن الحوار مفتوح مع صاحب السماحه , ثم بدأ سماحته الحديث قائلاً : لقد أعجبنى ما طلبه السيد / عاشور من الإبتعاد عن الجدل واللجوء إلى الحوار , وأريد أن أعرفكم الفرق بين الجدل والحوار .
فالجدل : عاده يكون بين طرفين متناقضين وهدفه إنتصار كل طرف لرأيه ولو على حساب الحقيقه ” وكان الإنسان أكثر شيئ جدلاً ” والذين يجادلون فى الحقائق ناصرين عليها آراء المخالفين للشرع يقول لهم الله ” ها أنتم جادلتم عنهم فى الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامه أمّن يكون عليهم وكيلاً ” . وأما الحوار الذى يقصده المقرر فإنه دائماً يكون بين طرفين صاحبين يبحثان عن الحقيقه بلا غرض شخصى أو هوى نفسى يزكى كل منهما رأى أخيه قال تعالى : ” قال له صاحبه وهو يحاوره ” ولا أزيد . وهنا تدخل أحد الشيوخ بأزهريته المعروفه وبأسلوبه كمحاضر قائلاً : نريد أن نعرف معنى الطريقه ؟ ثم إستطرد قائلاً : أرى أن الطريقه هى دعوه إلى الله لإحياء السنه ونبذ البدعه السيئه بالحكمه والموعظة الحسنه , ولها شيخ درعه وسيفه كتاب الله وسنة رسوله ” صلعم ” . وواجب على المريد طاعة شيخه علماً بأن طاعة المريد لشيخه كطاعة المأموم للإمام فى الصلاه لا تخرج عن كونها طاعة لله تعالى . فرد عليه أحد الشيوخ قائلاً : ينبغى أن نعرف الشيخ والمريد كما عرفنا الطريقه ثم سادت فتره من الصمت الذى يلف دائماً طالبى الحكمه التى تقول ” إذا رأيتم الرجل صامتاً فإنه يلقن الحكمه ” .
وهنا تدخل أحد الشيوخ متحدثاً عن تعريف الشيخ بأسلوب غريب قائلاً : كل طالب علم مريد . وكل معلم شيخ على إطلاق المعنى فالتلميذ والأستاذ مريد وشيخ والصبى والأسطى مريد وشيخ وكل متعلم مريد وكل معلم شيخ . وبالتالى لو نظرنا بهذا المنظار إلى المجتمعات نجدها كلها قائمه على إحترام المتعلم للمعلم بمعنى إحترام المريد للشيخ والمصلى خلف إمام مريد والإمام شيخ حتى تنتهى الصلاه . وبالتالى فإن المأموم لم يجبر على الصلاه خلف الإمام بل بإرادته الكامله نوى الصلاه خلف الإمام , وقد جعل الله على نيته رقيباً , فإن تابع المأموم الإمام فى الصلاه صحت وضوعف أجره وإن خالف بطلت فحبط عمله . والمكافىء على الطاعه هو الله لأنه المقصود بالعباده , وكل طالب علم يحترم معلمه لا شك أنه سيكون نابغه فيما تعلم , وقد يتتلمذ الأعلى على الأدنى فيما إختصه الله به فهو شيخه فيما علمه وقد يتبدل الحال فيتتلمذ الأدنى على الأعلى فيكون المعلم شيخاً . وهنا نصل إلى معنى ” مريد ” أى الذى يريد إراده حره أن يتعلم أو يتتلمذ أو يتبع . ولا يتم للمتعلم ذلك إلا إذا كان سلماً لمعلمه قال تعالى : ” ضرب الله مثلاً رجلاً فيه شركاء متشاكسون ورجلاً سلماً لرجل هل يستويان مثلاً الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون ” ثم حدث تعليق جماعى غير محدد مصدره فى كل زاويه من زوايا الملتقى قائلين : الله أكبر أنت شيخنا فى هذا المعنى .
ثم قال أحد الشيوخ : لقد إقتربنا من تمام المعنى فلمسنا معنى الطريقه والشيخ والمريد بقيت الأوراد فما معناها ؟ بشرط سعة المعنى .
فقال لصاحبه وهو بجواره لاشك أن الأوراد لغةً هى : كل قول أو فعل عاده كان أو عباده يتكرر بإنتظام بأعداد ثابته أو هيئه فى مواقيت محدده .
ثم حدثت مداخله فقال أحد الشيوخ ما دمنا فى مجال التبسيط فإن المثل يبسط ويقرب المعنى ” ويضرب الله الأمثال للناس ” , ” إن الله لا يستحى أن يضرب مثلاً ما بعوضه فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلاً يضل به كثيراً ” أى المثل ” ويهدى به كثيراً وما يضل به إلا الفاسقين ” .
ثم إستطرد قائلاً : لو تخيلنا أن طريقاً على جانبيه مزروعات مما تشتهيه الأغنام يسير فى هذا الطريق قطيع من الأغنام خلفه الراعى .
والأغنام جوعى ولكن الراعى يقظ وقطيعه يفهم إشاراته كلما حاولت إحدى الشياه أو النعاج الحياد عن الطريق السوى منتهكه بذلك حرمة المزروعات فإن الراعى اليقظ يردها إلى سواء السبيل بكلمه واحده عودها عليها فتنزجر . – مقاطعه : وما معنى تنزجر فرد عليه أخوه قائلاً الزجر هو التعريف بحدود الله . ثم أكمل قائلاً لو تخيلنا أن الراعى طال علي الأمد وأدركه الإعياء فنام لاشك أن الغنم سوف تنتشر فى زرع القوم فلا زاجر ولا رادع إذا غفل الراعى ثم تصادف مرور مجموعه من الشيوخ عائدين لتوهم من صلاة الجمعه كل منهم كان يخطب فى مسجد فأخذوا يردون الأغنام عن إنتهاك حرمة المزروعات فما كان منهم إلا أنهم زادوا القطيع نفوراً فإنتشر القطيع وأهلك الزرع والحرث نظراً لعدم خبرتهم باللغه البسيطه , التى تعارف عليها الراعى وغنمه , وفى تلك الأثناء جاء رجل من بعيد فسألهم ماذا تصنعون ؟ قالوا : نرد الأغنام إلى سواء السبيل فسألهم هل هى أغنامكم ؟ قالوا : لا فقال : أين الراعى فقالوا : نائم فقال الرجل : إن الحكمه تقتضى أن توقظوا الراعى فيجمع قطيعه وهذا أيسر عليكم وعليه وأحفظ للزرع والضرع , فإيقظ الراعى فنادى على غنمه فعادت إلى الطريق دون عناء . ألا ترون أن الراعى يشبه القلب والأغنام تشبه الجوارح والجوارح تشتهى الحرمات والوعاظ لا حيلة لهم فى رد الجوارح عن الحرمات , إذ أنهم زادوا الأغنام نفوراً . وعندما إنتبه القلب إنتبهت الجوارح وهذه مهمة شيخ الطريقه يتعامل مع القلب والقلب يتعامل مع الجوارح ألا ترون أن هذا المثل مستمد من قوله ” صلعم ” فمن إتقى الشبهات فقد إستبرأ لدينه وعرضه , ومن وقع فى الشبهات كمن وقع فى الحرام كالراعى يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه ألا إن لكل ملك حمى وإن حمى الله محارمه ألا إن فى الجسد مضغه إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب ” .
وكل راع مسئول عن رعيته يعلمه الله كيف يرعاها . فقال أحد الشيوخ : بهذا المعنى نجد المفارقه بين الشيخ الواعظ والشيخ المربى .
فالشيخ الواعظ كالطبيب المتخصص فى الطب الوقائى والشيخ المربى كالطبيب المعالج . ومن العلاج الجراحه والشافى هو الله وكل منهما طبيب له إعتباره فالوعاظ يحذرون الناس من الوقوع فى حفر المخالفات حتى لا تصاب قلوبهم بالغفله فإذا وقع المحظور ” كل إبن آدم خطاء ” وأصيب الإنسان بالنوم وغفل قلبه عن جوارحه عندئذ تكون مهمة الشيخ المربى , وهى إيقاظ القلب حتى يجمع جوارحه بكلمه واحده يذكرها القلب الراعى فتستمع إليها الجوارح وهى الكلمه الجامعه التى ألف الله بها بين القلوب وهى اللفظ الشريف ” الله ” , ” لو أنفقت ما فى الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم ” . وما دام كل بن آدم خطاء والمسلمون بنى آدم فكل مسلم خطاء والخطاء لا سلطان له على جوارحه , لذلك فهو يحتاج إلى راع يوقظ قلبه فيرد جوارحه وهؤلاء يسمون التوابون وليس التائبون .
وإذا كان ذهاب المريض إلى الطبيب فرض عين فإن ذهاب الريد إلى الشيخ كذلك فرض عين . فلكل داء دواء ولكل عله طبيب ولا يعد تكراراً إذا قلنا أن سيدنا موسى ” عليه السلام ” وهو نبى ورسول , ومن أولى العزم طاب أن يكون مريداً للعبد الصالح وهو الخضر عليه السلام والحوار معروف فى سورة الكهف بدءاً من قوله تعالى : ” فوجد عبداً من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علماً ” . . إلى آخر القصه .
ولم يستنكف سيدنا الخضر مع أنه الأعلى . وبإختصار فإن هذه الواقعه توضح صحيح العلاقه بين شيخ ومريد فلا المريد إستغنى عن الشيخ ولا الشيخ خادع المريد بل قال له من البدايه إنك لن تستطيع معى صبراً فلما أصر المريد وأبدى صدق توجهه وتمسكه بالشيخ . أشترط عليه وترك له حرية المفارقه ولم يسلب منه إرادته
سؤال : نريد أن نعرف تسلسل الهدايه قال الشيخ : ماذا تقصد ؟ قال السائل : بالبلدى هل يضيف الشيخ إلى الدين شيئاً ؟ قال الشيخ : لو أضاف الشيخ إلى الدين فهذا يعنى أن الدين ناقص والله يقول : ” اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام ديناً ” قال السائل : أنا أعرف أن الهدى هدى الله والشيخ لا يهدى أحداً قال الشيخ : نعم يقول الله تعالى : ” قل إن الهدى هدى الله ” . ثم قال النبى ” صلعم ” ” قل إننى هدانى ربى إلى صراط مستقيم ” فلما أقر النبى بأن الفضل من عند الله قال له الله : ” وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم ” . ومن هنا فوضه الله بالهدايه وقال للمؤمنين : وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فإنتهوا ” . فلما إستجاب المؤمنون لقول الله تعالى أفاض عليهم فجعل لكل قوم هادياً  ” إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ” فالنبى يهدى إلى الله بإذنه ” وداعياً إلى الله بإذنه ” .
والأولياء المرشدون يهدون إلى الله ورسوله ثم تدخل أحد الشيوخ وقال : يجب أن نوضح ما معنى ” الولى ” و” الولى المرشد ” ولم يجب أحد فتوجهت الأنظار إلى رئيس الملتقى ولم يسأله أحد . فتبسم ضاحكاً وقال : ” ربى أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت على ” ثم قال : إن الولى – كل ولى – على سعة المعنى هو من ولى من ولاه . فقد يكون الرجل ولى أمر طفل أو يكون ولى إمرأه ” تنكح المرأه بإذن وليها ” وقد يكون ولياً لأمر من أمور الناس . وقد يكون ولياً للشيطان يأتمر بأمره ويعمل عمله فيضل العباد . وقد يكون ولياً للرحمن يأتمر بأمره ويعمل عمله فيهدى العباد , وفى الأساس ” الله هو الولى ” ثم بالتبعيه ” إن ولى الله الذى نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين ” عندئذ تكون الولايه الإلهيه للأنبياء والمرسلين والمؤمنين الذين قال الله عنهم ” ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى فى الحياة الدنيا ” – أى مادامت الحياه الدنيا – ” وفى الآخره لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم ” . وهؤلاء هم الأولياء المرشدون
والمرشدون تعنى الأدله والمرشدون تعنى الذين يتولون القاصرين فيربونهم حتى يبلغوا رشدهم . أما ما دونهم فيسمون أولياء الشيطان ” إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياؤه فلا تخافوهم وخافونى إن كنتم نؤمنين ” .
سؤال : لا يوجد من يستطيع أن يميز بين الأولياء فى العمل ؟ وكيف يستدل الشخص على أحسنهم ؟
الجواب : ليس هذا مسئولية الشخص , ولكن إذا صحت نية العبد فى التوجه إلى الله فإن الله سوف يهيىء له من أمره رشداً وإذا هيأ الله له من أمره رشداً يأتى دور رسول الله ” صلعم ” فيجد للعبد ولياً مرشداً قال تعالى : ” من يهدى الله فهو المهتدى ومن يضلل فلن تجد له – يا محمد – ولياً مرشداً ” . وأى أمر يحتاج إلى مرشد لا شك أنه يقع بين الكثير من المتشابهات وفى ذلك خطوره . والأمان فى الدليل المعتمد المضاف إلى الله ” أولياء الله ” الذين ” رضى الله عنهم ورضوا عنه ” وكما قال السلف الصوفى الصالح : ومن لم يكن خلف الدليل مسيره كثرت عليه طرائق الأوهام . مداخله : قال أحد الشيوخ : إتفقنا منذ البدايه على التبسيط وأراكم قد أمطرتمونا بوابل من النصوص وهذا جميل . فهل من مثال يوضح دور الولى المرشد .
قال أحد الشيوخ : عندى مثال لو أن طبيباً أنشأ مستشفى وجلس هو على بوابة الدخول ثم أعطى لكل داخل تذكره ذات لون خاص , وكلهم يسيرون فى طريق واحد داخل المستشفى , وفى نهاية الطريق وجدوا رجلاً واقفاً يدل كل منهم على القسم الذى يعالج فيه مستدلاً بلون التذكره , فإذا وصل المريض إلى القسم وجد طبيباً معالجاً متخصصاً يتولى علاجه فلا الطبيب المعالج يستطيع إدخال أحد إلى القسم ولا الرجل المرشد إلى الأقسام يستطيع جلب أى أحد إلى أى قسم , لكن الأمر كله فى يد صاحب المستشفى .
قال أحدج المشايخ : ما المقصود بهذا المثل ؟
قال الشيخ : ولله المثل الأعلى ولرسوله وللمؤمنين فإن صاحب المستشفى يرمز به إلى الإختيار الإلهى المحض أما الرجل المرشد إلى الأقسام فهو إشاره إلى سيدنا رسول الله ” صلعم ” والمعالجون فى الأقسام إنما هم ولياء الله الذين يتولون العلاج وعلى الله الشفاء .
ولا يستطيع أحد إلا الله الهدايه ما لم يؤذن بها فإن أذن بها فإنه يعمل بسلطان من أذنه . فالمأذون فعال فى حدود ما أذن به وبسلطان من أذنه فعلى باب المستشفى مكتوب ” قل إن الهدى هدى الله ” وبين أقسام المستشفى مكتوب ” وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم ” وداخل الأقسام مكتوب ” لكل قوم هاد ” فإذا أراد الله هداية عبد فتح له باب القبول عندئذ يدله على الولى خير دليل وهو الرسول ” صلعم ” ومره أخرى
 ” من يهد الله فهو المهتدى ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ” .
أيها الناس ” إن هذه تذكره فمن شاء إتخذ إلى ربه سبيلاً وما تشاؤن إلا أن يشاء الله إن الله عليماً حكيماً . يدخل من يشاء فى رحمته والظالمين أعد لهم عذاباً أليماً ” .
ثم عاد الصمت إلى المجلس وأصبحت الوجبه مشبعه . وقال سماحته للسيد المقرر :
هل توجد لديك أسئله ربما تكون أرسلت إليك ؟ فقال السيد المقرر يا مولانا لدى أسئله كثيره ولكن بفض الله أجاب الملتقى عنها دون طرحها وأرى ذلك توفيقاً من الله , ثم قرأ الحاضرون الفاتحه إيذاناً بالختام على أمل اللقاء فى الملتقى السادس بعد العوده من رحلة الحج بإذن الله تعالى