الأجر الممنون

مجلة البحيره و الأقاليم
عدد رقم – 222
 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ومولانا محمد وآله وأصحابه وذريته إلى يوم الدين وبعد, فإن الله تعالى عندما فرض على العباد ما فرض أوجب عليهم الأداء وتفضل عليهم بالثواب مع أن العبد عندما يطيع سيده لا يستحق على ذلك أجراً فهو مملوك كلياً لسيده فإذا أعٌطى أجراً على أداء عمل فإنما هو محض منه وفضل غير أننا لا نراعى ذلك فنحن دائماً نحسب لأنفسنا الحسنات التي نستحقها من وجهة نظرنا وكأننا لسنا عبيداً وإذا سئلنا هل نحن عبيد أم لا نقول بالطبع نحن عبيد وإذا سئلنا هل نستحق أجر نقول نعم والأمران متضادان فالعبد لا يستحق أجراً ومن أستحق أجراً فليس بعبد ” يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ” وقال صلى الله عليه وسلًم ” لا يدخل أحدكم الجنة بعمله قالوا حتى أنت يا رسول الله قال ” إلا أن يتغمدني الله برحمته ” أو كما قال فلأن الرسول يعلم أنه العبد لله فقد نفى عن نفسه أي استحقاق لأجر أو ثواب أو جنة
ونحن مطالبون بالتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلًم ” لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنه لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ” وقوله لمن كان معه أن كل إنسان مؤمن يرى أنه عبداً لله يجب عليه ألا يسأل سيده أجراً على عبادته لأن الأجر في النهاية للأحرار ولا يصلح مهراً أو ثمناً لبلوغ أدنى الجنات درجه ولكن الفضل بيد الله سبحانه وتعالى ولذلك فإن الأجر الممنون يختلف عن الأجر غير الممنون فالأجر غير الممنون هو الذي يمحو به الله الخطايا والأجر الممنون هو الذي تفضل به الله على عباده فأسكنهم جناته على غير استحقاق منهم .
عزيزي القارئ هل تشاركنا الرأي فى أن العبد لا يستحق من سيده الذي أشتراه بماله أى أجر فما بالك بسيده الذى خلقه فسّواه فعدّله فى أى صورة ما شاء ركبه
” يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك فئ أي صورة ما شاء ركبك ” صدق الله العظيم
 
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم
المحرر