قصة قصيرة جداً جداً
جريدة البحيره و الأقاليم
عدد رقم – 119
عدد رقم – 119
جلس الصديقان وهما من العلماء على أحد المقاهى يتناقشان ويتحاوران حول الكمال والتمام وهل هما بمعنى واحد أم مترادفان أم متباينان أم متضادان ثم إستدعى أحدهما الجرسون ” خادم المقهى” وطلبا منه كوبين من الشاى فهما متعبان وكان الجرسون يسمع تحاورهما وما هى الا لحظات حتى عاد الجرسون بالكوبين أحدهما يبدو عليه النقص البين وعندما نظرالرجلان لم يبديا إستغراباً ولكن عندما رشف أحدهما من الكوب الملئ رشفه بدا عليه عدم الإ رتياح فإنه ” أى الكوب” مصاب بهبوط حاد فى السكر ثم إستدعيا الجرسون مره أخرى وسألاه عن سبب تصرفه هذا فإذا به يقول : لقد سمعت ما إختلفتما فيه فأردت الشرح بالتنويه فأنتما زميلان ويبدو أن عندكما من تعب وصداع ليس من أسبابه مشقة العمل وإنما هو من الجدال الذى أوقعتما فيه الآخرين فاسمعانى تؤجران وأستريح 0
وجرهما حبهما للعلم وإستجلاء الحقيقة0 يقول : إن الكوب الملئ كامل ونقص السكر فيه هو نقص التمام وليس الكمال والكوب الذى كملت مكوناته يعتبر تام ولكنه غير مكتمل وهذه إشارة تغنى عن ألف عبارة فلا عبرة بكمال ينقصه التمام . ولا عبرة بتمام ينقصة الكمال0 بمعنى آخر لا عبرة بعبادة كاملة المظهر ناقصة المخبر كما أنه لاعبرة بأمة كثيرة العد ولكنها غثاء كغثاء السيل ، فالكمال يحتاج إلى تمام والتمام يحتاج إلى كمال وعندما إكتشف العالمان أن خادم المقهى زميل لهما لم يمنعه علمه عن العيش على كسب يده عندئذ طلبا منه كوبين آخرين من الشاى على شرطى الكمال والتمام ، وعندما عاد إليهما بما يبغيان أراد أن يطمئن إلى أنه قد أبلغ البيان فقال لهما: ما قولكما فى قوله تعالى ” وأتموا الحج والعمرة لله” قال أحدهما : الآن وضح السبيل فلم يقل ربنا وأكملوا الحج والعمرة لله بمعنى أكملوا المناسك فقط ولكن أكد الحق على التمام فهو أولى بالعبادات من الكمال بل ويؤدى إليه0 فالتمام فى الحج والعمرة وسائر العبادات هو النية وصدق التوجه والطهارة فى الجسد والملبس والمأكل والمشرب والمال ويقاس على ذلك كل العبادات 0
قال الجرسون : ما قولكما فى قوله تعالى ” اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا” فضحك ثلاثتهم لأن المعنى أصبح واضحاً حتى أن أحد العلماء قال ” وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً وقال الآخر ” يقولون ربنا أتمم لنا نورنا” وقال الثالث” وإذ إبتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن ”
ثم قالوا : هذا تمام اللقاء فليكن لنا مع فضيلة الجرسون فى وقت آخر لقاء 0
* تعليق
عزيزى القارئ الكريم 00 لك أن تستكمل دراسة المعانى الواردة فى هذه القصة القصيرة جداً ولك أن تعرض عنها لأن أحد أطرافها خادم فى مقهى 0
هل تعلم أن هناك عقليات بهذا الهوى ولكن قراءنا ليسوا بهذا المستوى 0 والله أعلم
وجرهما حبهما للعلم وإستجلاء الحقيقة0 يقول : إن الكوب الملئ كامل ونقص السكر فيه هو نقص التمام وليس الكمال والكوب الذى كملت مكوناته يعتبر تام ولكنه غير مكتمل وهذه إشارة تغنى عن ألف عبارة فلا عبرة بكمال ينقصه التمام . ولا عبرة بتمام ينقصة الكمال0 بمعنى آخر لا عبرة بعبادة كاملة المظهر ناقصة المخبر كما أنه لاعبرة بأمة كثيرة العد ولكنها غثاء كغثاء السيل ، فالكمال يحتاج إلى تمام والتمام يحتاج إلى كمال وعندما إكتشف العالمان أن خادم المقهى زميل لهما لم يمنعه علمه عن العيش على كسب يده عندئذ طلبا منه كوبين آخرين من الشاى على شرطى الكمال والتمام ، وعندما عاد إليهما بما يبغيان أراد أن يطمئن إلى أنه قد أبلغ البيان فقال لهما: ما قولكما فى قوله تعالى ” وأتموا الحج والعمرة لله” قال أحدهما : الآن وضح السبيل فلم يقل ربنا وأكملوا الحج والعمرة لله بمعنى أكملوا المناسك فقط ولكن أكد الحق على التمام فهو أولى بالعبادات من الكمال بل ويؤدى إليه0 فالتمام فى الحج والعمرة وسائر العبادات هو النية وصدق التوجه والطهارة فى الجسد والملبس والمأكل والمشرب والمال ويقاس على ذلك كل العبادات 0
قال الجرسون : ما قولكما فى قوله تعالى ” اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا” فضحك ثلاثتهم لأن المعنى أصبح واضحاً حتى أن أحد العلماء قال ” وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً وقال الآخر ” يقولون ربنا أتمم لنا نورنا” وقال الثالث” وإذ إبتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن ”
ثم قالوا : هذا تمام اللقاء فليكن لنا مع فضيلة الجرسون فى وقت آخر لقاء 0
* تعليق
عزيزى القارئ الكريم 00 لك أن تستكمل دراسة المعانى الواردة فى هذه القصة القصيرة جداً ولك أن تعرض عنها لأن أحد أطرافها خادم فى مقهى 0
هل تعلم أن هناك عقليات بهذا الهوى ولكن قراءنا ليسوا بهذا المستوى 0 والله أعلم
المحرر
في تصنيف : اللهم اجعله خير في سبتمبر 5th, 2010