الناسخ والمنسوخ

جريدة البحيره و الأقاليم
عدد رقم – 123
 
الحمد لله الذى أوجب على العباد ما كتب وبقدرته يحاسب كل  إمرؤ بما كسب
وأ رسل الرسل مبشرين ومنذرين وشفعاء غير مالكين وبعد 00 
فقد كان جماعة من المسلمين يتساءلون ويتحاورون فى أمور تبدو متداخلة وهى عبارة عن مجموعة من الأسئلة
هل كل ما كتبه الله واجب عليه نفاذه ؟ هل يستطيع ربنا أن يمحو ما كتب أو يبدله أو يغيره ؟ 00 هل الدعوة التى يدعو بها المؤمن تغير فى القضاء ؟ هل قدرة الله على رحمة عباده كقدرته على عقابهم ؟ هل هناك ما يميز به ربنا الأمة المحمدية إكراماً لرسوله الكريم ؟ وما معنى قوله تعالى ” يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ” فحمل السائل كل هذه المسائل وسار على سواء الطريق يبحث عن أهل العلم والتحقيق الناظرين فى كتاب الله بعين القلب الفاحص الدقيق ولما من الله عليه وهداه إلى بعضهم قالوا فى المسائل المجمله :   إعلم أيها السائل أن الله إله 00 بل لا إله غيره وهذا يعنى طلاقة قدرته وسبق إرادته وسعة رحمته فلا يستفزه عصيان خلقه فيمنع عطاءه عنهم لأن طاعتهم لا تنفعه ومعصيتهم لا تضره وهو بذلك قادر على أن يكتب وقادر على أن يغير ويبدل ويعدل ويمحو ما يشاء ويغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء بيده الخير وهو على كل شئ قدير وقد تفضل على هذه الأمة فى آخر الزمان بأن جعل فى كتابه آيات تنسخ آيات وتسمى الناسخ والمنسوخ وهى من علامات القدرة والكمال فلو أن ربنا يأتى بحكم على عباده ولا يستطيع تغيير حكمه فهذا لا يليق بجلاله 00 فالله يحكم على عباده ثم يأمرهم بالدعاء فيغير – إن  إستجاب – ما كتب بما يكتب وما أمر بما يأمر به ولأن رحمته سبحانه سبقت غضبه فإنه عود أهل الإسلام أن يخفف عنهم الأحكام فما نسخت   آية رحمة واستبدلت بآية عذاب ولأن الله قادر قدرة مطلقة فإنه يأمر عباده بالدعاء ويعدهم بالإجابة فإن وجد المسلمون حكماً يرون أنه يشق عليهم تنفيذه هرعوا إلى الدعاء طلباً للتخفيف فحكم بالعدل يستوجب الفعل وحكم بالرحمة من خصائص الرحيم 00 العالم بضعف عباده ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير 00 وكل هذة الأسئلة إجاباتها واحدة فى قوله تعالى ” ما ننسخ من آية  ننسها نأت بخير منها أو مثلها ” صدق الله العظيم 00 وحتى لا يأكل كثير الكلام بعضه بعضاً نكتفى بهذا القدر ولله الأمر من قبل ومن بعد ويؤمئذ يفرح المؤمنون
ولا حول ولا قوة إلا بالله
المحرر