تنقية التصوف

مجلة التصوف الإسلامى
يوليو 2005

[أَلَا لِله الدِّينُ الْخَالِصُ]
(3 الزمر)

بفرحة العطيه . . و المشارب النقيه . . و الرى بالرويه من رجال أولى بقيه التقيت بسماحة الإمام و بعد أن تفضل و الحاضرون برد السلام إستقر بى المقام فى مكانى المقسوم بين القوم الكرام وكانوا فى مجلس سماحته كثيرين فمن سائل يسأل والشيخ يجيب ومن مستدرك وآخر يعقب أنقل إلى سيادتكم الحوار وفى هذه المره حوار مع صاحب السماحه جرى بمعرفة باقة من رواد صالون سماحته العامر الذين سبقونى اليه قال السائل :

يا مولانا نحن نحب ركوب الأمواج وإستيراد الموضات وترديد العبارات والموضه هذه الأيام هى الكلام عن تنقية التصوف فما قولكم نفعنا الله بكم .
قال الشيخ : هناك بعض الكلمات يكون معناها حبيساً لدى من أطلقها اول مره و الباقى يقلد ويردد كالببغاوات وبهدوء شديد نريد أولاً أن نتفق على أساس صحيح ألا وهوهل التصوف فكرأم هومن الدين ؟
قال السائل : وما الفرق ؟
قال السيد : إذا أعتبرناه فكراً فإن ذلك يعطينا الحق فى التغيير والتبديل والحذف والإضافه والإحلال والتجديد والهدم وعندئذ يكون مبنياً على رأى والراى يغلبه رأى والحجه تقرع بالحجه والحديد يفل الحديد أما إذا كان ديناً ( التصوف ) فهنا لا مجال لكل أو بعض ما سبق عندما إعتبرناه فكراً ذلك لأن الدين قائم على نصوص والنصوص مقدسه ومحفوظه بحفظ الله وفى هذه الحاله يكون الإجتهاد فى توصيل الدين للناس والعمل على توعيتهم بالإلتزام بما جاء فى صحيح النص فقال السائل وما رأى سماحتكم ؟
قال سماحته : لا شك أن التصوف من صلب الدين ولذلك يجب الحفاظ عليه كما هو من حيث الأذكار والأوراد والرواتب والحضرات وكافة الانشطه الصوفيه ولأن التصوف كان قديماً يتم فى الخلوات والزوايا والجبال بمعنى الانعزال فكانت المخالطه غير موجوده وأما حديثاً فإن التصوف
أصبح لا يؤدى فى أماكن مغلقه فإن أى عمل يتم بين الناس فى الأماكن المفتوحه يقوم به أهله ويخالطهم فيه من هم ليسوا كذلك .
قال الحاضرون : هذا موضوع مهم يا مولانا برجاء الإسهاب فى شرحه .
قال السيد : الإحتفالات مشروعه والموالد مشروعه والأذكار مشروعه يعرف لها أهلها إحترامها فإذا خالطهم غيرهم فلا يجب طرد الجاهل من بين العلماء لقوله تعالى: [وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِىِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّنْ شَىْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِّن شَىْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَـتَـكُونَ مِنَ الظَّالِـمِينَ] (52 الانعام) بل يجب الصبر عليهم وتوعيتهم وإرشادهم هذا أوقع وأجدى .
والغريب أن الكلمه ( تنقية ) كلمه هلاميه تحتمل عدة إتجاهات للفهم هل تنقيه من الناس كأن تقول لهم إنفضوا وأنصرفوا عنه ؟ أم ننقيه من أوراده وأذكاره ؟ أم ننقيه مما علق به من ممارسات خاطئه ؟ لا شك أنها الأخيره هل إذا دخل أحدكم المسجد ووجد رجلاً يتوضأ خطأ هل يطرده من المسجد أم يعلمه بالحكمه والموعظه الحسنه وإذا صلى عكس القبله هل نحكم بكفره أم نعدل من وضعه بالحكمه أيضاً يا إخوانى هل من اللائق أن نوجه نداء إلى معالى وزير الأوقاف ونطلب منه منع دخول العصاه إلى المساجد ومنع دخول الحفاه والفقراء اليها ونجعلها للصفوه والنخبه ؟ أم نغلق المساجد أمام الجميع ؟ هذا سفه ولا شك والتصوف كالمستشفى فهل يعقل أن نرفع نداء إلى معالى وزير الصحه نطالبه فيه بتطهير المستشفيات من المرضى ؟ لا شك أنه عندئذ سوف يضحك ولا يغضب لأنه معروف بسعة صدره وخفة ظله لأن المستشفيات ماجعلت إلا لهؤلاء والتصوف  ( الصوفيه ) عينه صادقه من المجتمع من جميع طوائفه ومستوياته و ثقافاته فإذا تطهر المجتمع تطهرت العينه هل التصوف مبتلى بأمراض المجتمع أم المجتمع مصاب بداء التصوف . . صاحب العقل يميز . . هل أمراض المجتمع من الغش والإختلاس والتدليس والمخالفات القانونيه والشرعيه أساسها هذه الآفه (الصوفيه ) أم أن الصوفيه هم الذين يستقبلون هذه الحالات لإصلاحها بقدر الإمكان أيها الأحباب.. هل تعتبرون التصوف ماءاً ملوثاً تخشون على الناس منه ؟ أم هل تعتبرون التصوف ماءاً عذباً نظيفاً تخافون عليه من الناس أن يلوثوه ؟ يثاب المرء على قدر نيته و قصده .
والله من وراء القصد والسبيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم

والسـلام عليكـم
وعليكم السـلام
مـريـد