ماذا يمنع المؤذن من الصلاة على رسول الله عقب الآذان

مجلة التصوف الإسلامى
عدد (290) إبريل 2003

[بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ]
[ إِنَّ اللهَ وَمَلَآئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً ]
(56الأحـزاب)

بفرحة الداعى إذا أجيب …. والصلاة على الحبيب … والتائب من قريب … لقد توجهت الى سماحة الامام راغبا فى سكينة قلبى من سؤال مُلح طامعا فى سعة الصدر
وسماحة الاسلام وبعد أن ألقيت على سماحته السلام وتفضل بزيادة الرحمه والبركه بعد السلام

قلت مولانا الامام زادكم الله علما وأعزكم به عندى سؤال أراه هاما ولم أستطع عليه صبرا .
قال سماحته هات ما عندك .
قلت : هل الصلاة على رسول الله وآله فريضه أم سنه أم هى من قبيل المندوبات والمستحبات ؟
قال سماحته يابنى إذا لم تكن الصلاة على رسول الله وآله فريضه فما هى الفرائض إذن … أما سمعت أو قرأت قوله تعالى: [ إِنَّ اللهَ وَمَلَآئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ]؟ قلت هذا إخبار فأين الأمر؟
قال سماحته لاتكن عجولا فإن الفريضه فى قوله تعالى : [يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً ] (56الأحـزاب)
قلت ما محاذيرها قال سماحته باختصار شديد فهذا الأمر لم يحدد له الله تعالى زمنا ولا مكاناً ولا جهة ولا هيئه ولا عددا حتى أني أكاد أقول أن النيه لم تشترط فى الصلاة على رسول الله ^ .
قلت : هل تجوز الصلاة على رسول الله ^ قبل الأكل .
قال سماحته : وبعد الأكل وقبل الشرب وبعد الشرب وقبل النوم وقبل أى فعل وبعده حتى إذا تخللت أى فعل فإنها تزينه ولا تشينه وإذا داوم عليها المؤمن فإنها تعزه ولا تهينه ففيها البركه وتفريج الكروب .
من حديث صحيح الترمذى الجزء (4)-(549)رقم الحديث(2457) عن أبي بن كعب عن أبيه قال : كان رسول الله ^ إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال يا أيها الناس أذكروا الله اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه جاء الموت بما فيه قال أبي قلت يا رسول الله إني أُكْثرُ الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي ؟ فقال ما شئت قال قلت الربَّعَ قال ما شئت فإن زدت فهو خير لك قلت النصف قال ما شئت فإن زدت فهو خير لك قال قلت فالثلثين قال ما شئت فإن زدت فهو خير لك قلت أجعل لك صلاتي كلها قال إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك.
قلت : حتى قبل الأذان ؟ قال سماحته : قبل الآذان وبعد الآذان (2) وقبل التلاوة وبعد التلاوة وقبل كل شىء وبعده .
من حديث صحيح مسلم – الجزء الأول، ص (288)رقم الحديث -11 – ( 384 ) عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي ^ يقول:( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاةً صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حَلَّت له الشفاعة).
قلت : هل يمنع المؤذن منها بنص الهى أم بتعليمات إداريه ؟
فضحك سماحته حتى بدت نواجزه وقال لقد عرفت ماذا تعنى ألست تقصد لماذا لم يصل المؤذنون على رسول الله عقب الاذان ؟
قلت بلى نفعنا الله بكم والمسلمين
قال سماحته إن النص أمر بها ولم يوقفها على شرط ولم يمنعها ولم ينسخ الأمر بها أما من حيث التعليمات الإداريه فلعلك تعلم أنى من رجال الأزهر والأوقاف ونحن فى الأوقاف ليس لنا تعليمات أو أوامر تتعارض مع الأوامر الإلهيه والنصوص القرآنيه ونحن أولى برسول الله ^ من غيرنا وغيرنا أولى به منا . أما المؤذن اذا لم يصل على رسول الله ^عقب الاذان فربما لأنه إعتقد أن وظيفته مؤذن فقط وليس مؤذن ومصلى على النبى ^ قلت أعلم أن المؤذنين هم خيرة الناس وأنهم يكثرون من الصلاة على رسول الله سرا فهل الجهر بالصلاة ممنوع شرعا أم بتعليمات ؟
قال سماحته قلت لك بعد أن تقول شرعا لاينبغى أن تقول تعليمات ويبدو أنك لم تراجع قولى فى البدايه .
فراجعت قول سماحته
وقلت : لم يرد على لسانكم ما يفيد الجهر والسر .. ويبدو أن سطحيتى أعجبت سماحته أو هكذا فهمت . فتبسم وقال يابنى ولا السر ولا الجهر شرط فى الصلاة على رسول الله ^.
قلت سؤال أخير لماذا لم تعين الوزاره رجالا بدرجة مؤذن ومصلى على رسول الله ^ أو ترقى الوزاره المؤذنين الحاليين الى هذه الدرجة .
قال سماحته ألم أقل لك انك لم تستطع معى صبرا.
قلت لا تؤاخذنى بما نسيت ولا ترهقنى من أمرى عسرا .
قال سماحته عفا الله عنك وذلك تأويل مالم تستطع عليه صبرا .
قلت أمين وطلبت الإذن بالسماح لى بالانصراف .
فأذن مشكورا وانصرفت شاكرا على أمل العوده إن شاء الله تعالى .

والسـلام عليكـم
وعليكم السـلام
مـريـد