القسم المجانى فى العلاج الإيمانى

جريدة البحيره و الأقليم
عدد رقم – 110
 
إن من الغريب أن يحلم الرجل بالمستحيل ولكن ليس فى ذلك من حرج  إعتماداً على قدرة الله تعالى وقد يتحول المستحيل إلى ممكن بقدرته ومشيئته ولكن أن يحلم المؤمن بالممكن فهذا هو جوهر المنطق ولبابه ومن أسهل السهل وأيسر اليسير وأمكن الممكن أن يحلم المؤمن باستجابه أهل الدين وأهل علم اليقين من المسلمين وأهل عين اليقين من المؤمنين وأهل حق اليقين من المحسنين لما أورده رب العالمين فى الكتاب الذى لاينطق إلا بالحق والصواب 0 ومن أروع ما ورد فى كتاب الله تعالى قوله تعالى ” فاعلم أنه لا إله إلا الله ” ثم يلى ذلك القول الكريم مباشرة ” ليس فى ترتيب التلاوة قولة تعالى “إن الله وملائكته يصلون على النبى يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ” وهنا إخبار وأمر فصلاة الله على حبيبه سيدنا محمد إنما هى زيادة فى قدره ورفعة لشأنه وإعلاء لمقامه الرفيع وأما صلاة الملائكة على رسول الله  – صلى الله عليه وسلم – فهى إغتراف من فضل الله عليه وإستغفار لأمته التى هى خير أمة أخرجت للناس لالشئ قدمته من الطاعات إلا لأنها تتبع خير نبى وأعظم رسول 0 أما الأمر للذين آمنوا بأن يصلوا عليه ما هو إلا لكى يستزيدوا من نعم الله عليه فهو عليه الصلاة والسلام ليس فى حاجة الى صلاة المؤمنين عليه فإن كانت الصلاة عطاءا وزيادة له فإن الله تعالى قد صلى عليه وأعطاه وزاده وإن كانت الصلاة  أخذاً و إستزادة فإن الملائكة يصلون عليه فينالون من بركته ولا ثالث للصلاتين غير أن صلاة المؤمنين على رسول الله – صلى الله عليه وسلم– هى الباب المفتوح للخير لينهل منه من قلت همته وضعفت عزيمته ومن هم غير ذلك وليكن معلوماً أن كل أعمال المسلمين تدخل الميزان إلا الصلاة على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فإن الله جعلها حرة لم يقيدها بزمان ولا مكان ولا جهة ولا هيئة ولا بسرية ولا بجهرية ولا بنية ولا طهارة : أعمالنا بين القبول وردها إلا الصلاة على النبى الهادى وهذا هو القسم المجانى للعلاج الإيمانى على نفقه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فكلنا يعلم أن الصدقة لها شأن عظيم عند الله تعالى ولكن ما  أعظم شأنها  إذا ما وضعت فى يده الشريفة عندئذ يتغير الحال ويطهر الرسول بها الأبدان ويزكى بها أرواح أصحابها بيده الشريفة ” خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصلى عليهم إن صلاتك  سكن لهم”فمن ذا الذى لا يطمع فى تطهير بدنه وتزكية  روحه بيد رسول الله – صلى الله عليه  وسلم –  ومن الذى لايحب  أن يصلى عليه رسول الله بل من لايحب  أن يصلى الله عليه؟ ومن أحب ذلك كله فليصل على رسوله   ولكن  كيف نصلى عليه؟ هل يذكر بإسمه مجرداً كأى محمد فى الدنيا مع قوله تعالى ” لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا” وهل من حقه علينا أن يكون سيدنا وهل الإعتراف بأنه سيدنا يعتبر تزيداً أم هو من أقل حقوقه على من عرف له بعض قدره ومقداره العظيم وهل الأدب معه واجب؟ فإن كان هناك من يدعى أنه لا يدرى أن الأدب معه واجب فإنه ممن يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض ” يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبى ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ” 0
فالنبى – صلى الله عليه وسلم – هو صمام الأمان لعقيدة المسلم فلو لم تستفد عقيدة المؤمن من حب رسول الله لما  إنتفع المؤمن بالدين ويصبح كالمريض الذى لم تهضم معدته الغلاف ” الكبسولة” التى بداخلها الدواء الشافى فالدواء هو الدين كله” وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين” والكبسولة – الغلاف الخارجى الذى بداخله الدين كله هى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فمن لم يتفاعل مع رسول الله تفاعلاً صحيحاً فلن تنفعه صلاته وإن ظهرت أو بطنت 00 بل هو عاق لمن وجبت عليه طاعته وفرضت عليه محبته ورحم الله العباد بالصلاة عليه – صلى الله عليه وأله وسلم
 
عبد المؤمن