يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى

جريدة البحيره و الأقاليم
عدد رقم – 109
 
” يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً  وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ”  هذه هى الحكمة من خلق الناس 00 أن يتعلم الناس بعضهم من بعض 00 أن يتتلمذ الناس بعضهم على بعض فيعطى من عنده ما عنده لغيره ، ثم يأخذ ما عند غيره فيزداد بذلك علماً ولذلك فإن كل علم تعارف الناس عليه  إستقر وتآلف أهله 00 وما لم يتم التعارف على قواعده تخالف بل تقاذف أهله حتى أن الرجلين ليتناقشان فى موضوع هما فيه متفقان أصلاً دون أن يدرى أحدهما فيبدوان وكأنهما عدوان والسبب فى ذلك هو غياب اللغة المشتركة بينهما 00 فأى سباق لا تحسم نتيجته إلا بتحديد نقطة البداية  وأى حساب خاطئ ما لم توضح قواعده وأساسياته 00 فمثلاً أهل الحساب تعارفوا فيما بينهم على  إشارات الحساب وقواعده واتفقوا على رموزه وعلاماته 00 فعلامة  “+” هى علامة جمع فى  كل  الدول مهما كان موقعها على خريطة العالم ومهما كانت لغة شعوبها وكذلك علامة ” ـ ” 0
– ثم أن أهل الموسيقى إتفقوا فيما بينهم على قواعد واصول علم الموسيقى 00 وبناء عليه فإن السلم الموسيقى مستقر فى جميع أنحاء العالم 00 مما يقلل الى حد كبير جدا الخلاف بين الموسيقيين فى العالم 00  لأنهم تعارفوا 0
و أهل علم الكمياء قد إصطلحوا على رموزهم فاستقروا ومن السهل جدا ان يقرأ الرجل منهم ما ألف  الآخر وإن إختلفت اللغة اساسا 00 وكذلك أهل الطب وأهل الفلك وأهل كل علم 0 وليس من  قبيل الصدفة وصفهم بالأهلية فأهل كل علم هم الملمون بقواعده ومصطلحاته ومن العجيب  أن كل ذلك لم ينزل به من السماء نص مجمل ولم يفسره نبى مرسل 00 فلا يوجد نص سماوى لأهل الحساب 00 ولم يرسل رسول ليبين قواعده 00 ولا رسول خاص لمصطلحات الطب أو الكمياء أو الفلك وما الى غير ذلك بل وضعه أول  ثم  سار عليه آخره وسبحان الله هم مستقرون فما بال أهل الدين والمفروض أنهم أهل اليقين 00 فمع وجود العون الالهى من السماء تشريعا 00 والعون المحمدى لأهل الدين تفسيرا وتوضيحا00 ما رأيناهم على تعريف قد إستقروا 00 ولا على أمر وقول ثابت قد  إستمروا مع أن الأمر الالهى ورد فى الكتاب الذى أرسله الله مع حبيبه إلينا 00 ونحن أمة خوطبت من السماء بل خوطب الناس من خلالنا ”  أيها الناس” اللهم اياك نسأل وأنت رب العالمين أن تعين من عبادك من بك يستعين 00 وتجمع أهل الدين على كلمة سواء  00 فيعكفون على تعريف ما يقع فيه العامة فيسرفون 00 ويقع ايضا فيه الخاصة فيقطرون مخافة  أن يسمع الناس ما لديهم فيفتنون00 فانت سبحانك القادر أن تمنح ” العلماء” التواضع فيستزيدون ثم يفيدون وهم لك شاكرون 00 والا تجعلهم بعلمهم – حسب زعمهم عنك محجوبون ” وبشر الصابرين الذين إذا  أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون” فقد  أصبنا بالجهل وإنا لصابرون 00 فاللهم ارفع عنا البلاء 00 إنا مؤمنون 00 واجعلنا من الذين يستثنون 00 وإنا إن شاء الله لمهتدون
 
عبد السلام