هكذا يكون الحب

جريدة البحيره و الأقليم
عدد رقم – 111
 
ما أجمل أن يكون حلم المؤمن وهاجسه وشغله فى خلوته وجلوته وفى صحوته ونومته، وفى روحته وغدوته ، وحتى فى  إنتباهته وغفلته، يكون بأحب ما يحب الله ورسوله، فإذا تحقق للمؤمن ذلك بفضل من الله تعالى 00 فقد تخلق بأخلاق الله التى قال عنها الحبيب القريب – صلى الله عليه وسلم : “إن لله تعالى ثلاثمائة خلق من كان فيه واحدة منها دخل الجنة” فقال له حبيبه وصفيه وصديقه وصاحبه سيدنا أبو بكر : أفى واحدة منها يا رسول الله ؟ قال – صلى الله عليه وسلم – :” كلها فيك يا أبا بكر “0 وعلى ذلك فإن الأخلاق الإلهية كلها فى أبى بكر لأنه قد ورث عن رسول الله الخلق العظيم الذى هو خلق العظيم ” وإنك لعلى خلق عظيم” وبالتالى فإن سيدنا أبا بكر الصديق رضى الله عنه يعتبر النموذج الكامل الذى يقاس عليه المحبون فعندما سأله رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ” ماذا حُبب إليك من دنيا الناس يا أبا بكر ” قال رضى الله عنه : حُبب إلى النظر إليك وجلوسى بين يديك وإنفاق مالى لديك” وهذا الحب الذى أعطى سيدنا أبا بكر القدرة على مرافقة الرسول الكريم فى أصعب وأعجب وأغرب وأشق رحلات الدنيا ، وهى رحلة الهجرة وهذا الحب هو الذى هون عليه مفارقة ماله وولده ووطنه غير عابئ بكبر سنه وضعف بنيته وهذا الحب أيضاً هو الذى جعل منه بطلاً فى وجه المرتدين عندما آلت الأمور إليه بعد  إنتقال النبى – صلى الله عليه وسلم – إلى الرفيق الأعلى ومنع المرتدون . الزكاة قال رضى الله عنه قولته المشهورة :” والله لو منعونى عقال بعير كانوا يؤدونه إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لقاتلتهم عليه “0 
والحب عندما قذفه الله فى قلوب الأنصار صاروا يحبون من هاجر إليهم ونزع من صدورهم حاجتهم إلى ما أوتوا ، وعندما يأتى الله بقوم يحبهم ويحبونه يجعلهم أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين 0
وهذا قول عام فى الحب مؤداه أن أحب الحب هو أن نحب الله تعالى ونحب ما يرضيه ونحب من يحب ، ونحب ما يُرضى من يحب ، وقد أجمل النبى – صلى الله عليه وسلم – هذا المعنى العظيم فى قوله : ” أحبوا الله لما يغذوكم به من نعم وأحبونى لحب الله ، وأحبوا آل بيتى لحبى ” 0 فاللهم تفضل على قلوبنا بمحبتك واجعلها سبيلاً إلى محبة رسولك ، واجعل محبة رسولك وسيلة إلى محبة آل بيته الكريم فإنك سبحانك خالق كل شئ وعالم  به وقادر عليه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم
 
عبد المهيمن