معمل للتحاليل الشرعية

جريده البحيره و الأقاليم
عدد رقم – 115
 
الحمد لله الذى تفضل على بنى الإنسان فأكرمهم وكرمهم وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلاً وزاد فضله عليهم فأرسل الرسل مبشرين ومنذرين بين يدى حكمته وحدد ملامح الهداية والحماية والوقاية فى كتاب الله الجامع الذى ما فرط فى حكم مضى فى السابقين ولا نصيحة تفيد اللاحقين وسماه الصراط المستقيم وجعل فى  إتباعه منحة الناجين وفى الحياد عنه مزالق الهالكين فقال سبحانه ” مافرطنا فى الكتاب من شئ” وهذا يعنى أن فى الكتاب كل شئ 000 وكل شئ معناه الشئ وضده وفى ذلك خطورة فكيف يميز الشخص العادى بين الشئ وضده فإن استطاع أن يميز بين الشئ ميز ضده وإن استطاع أن يميز الضد فقد وجد طريقه إلى تمييز الشئ 0
وبضدها تتميز الأشياء ولكن 00 ما هو الحل إذا لم يستطع الإنسان أن يفرق بين الخطأ والصواب فى خضم المتشابهات ؟ الجواب فليسأل دليلاً 0 ومن لم يكن خلف الدليل مسيره كثرت عليه طرائق الأوهام 0 سؤال ناتج عن الجواب 00 ماذا نفعل وقد كثُر الأ دلاء والمفتون ” جمع مفتى ويبدو وفى فتاواهم تضاربُ حتى أن فضيلة المفتى لم يسلم شخصياً من فتاواهم؟ ماذا فى الأمر وقد أصبح الشح مطاعاً والهوى متبعاً وقد أعجب كل ذى رأى برأيه 00 ماذا 00 ثم ماذا !!
الجواب أخى القارئ الكريم أضف إلى كل هذه الفتاوى هذه الفتوى ” بالمرة” وهى على سبيل الإ قتراح 00 ما رأيك لو جعلت لنفسك فى بيتك معملاً صغيراً للتحاليل الشرعية ؟! بمعنى إذا  إستجد أمامك أمر كحلوى المولد وقد كثُر فيها الكلام فى هذه الأيام وهى مولد خير الأنام – صلى الله عليه وسلم- ماذا تفعل؟ عليك أن تقوم بتحليل حلوى المولد أى تفكيك محتوياتها وإرجاعها إلى أولياتها أى مكوناتها الأصلية
لاشك أنك سوف تجد أنها عبارة عن دقيق وسكر وماء وحمص وما شابه ذلك وبعد ذلك قم بعرض هذه المكونات على الشرع الإلهى واحدة واحدة فإن وجدت أن الشرع قد قبل الدقيق حلاً وكذلك باقى المكونات تكون النتيجة – أى الحكم –  أن المفردات الحلال إذا جمعت فى مسمى واحد فإنه يكون بالقطع حلالاً ولو كانت مائة مكون 00 أما إن خالط المائة أحد المكونات المحرمة فإنها تحرم جميعاً  إذا جمعت فى مسمى واحد ولو وجدت أن الإختلاف   فى أشكالها كالحصان والجمل إلى غير ذلك من الأشكال المعهودة فقم بعرض ذلك على عقيدتك وعقائد الآخرين فإن وجدت من يعبد هذه التماثيل لتقربه إلى الله زلفى فهم أصنام بالنسبة له وحده وإن كان هناك من يعبدها  لذواتها فإنها تعتبر  أوثانا  بالنسبة له وحده  أيضا وإن لم تجد لاهذا ولا ذاك فهى  عبارة  عن تماثيل فقط معفوُ عنها ولا ضرر فى وجودها 0
فإذا كان  إقتناء الحصان المصنوع من الحلوى لمدة يوم أو أكثر يعتبر شركاً فما حكم من يربى فى بيته حصاناً حقيقياً وقس على ذلك !
وهناك معلومة لابد من معرفتها : يقولون  أن هذه العادات من بدع الدولة الفاطمية فليكن 00 إذن هى منذ مئات السنين ولم يتغير بسببها شئ من الدين ولم يتحول بسببها أحد عن قبلة المسلمين فنحن نعبد الله تعالى وحده ليس بسبب عدم وجود تماثيل بحيث يخشى على  الإيمان من وجودها ونصوم لله تعالى ليس بسبب عدم وجود طعام لقد من الله علينا بهذا النبى الكريم الذى جعل الإيمان بالله فى قلوبنا حياً وإن وجدت التماثيل بل و أصبح ما كان يسجد له عظماء الناس من تماثيل الحلوى قبل بعثته المباركة أصبح لعباً فى أيدى أطفال المسلمين ” وما كان الله ليضيع إيمانكم ” صدق الله العظيم
 
المحرر