لماذا تمنع الأوقاف الصلاة على رسول الله عقب الأذان ؟

جريدة البحيره و الأقاليم
عدد رقم – 112
 
أستأذنكم الخروج من هذا الزمن الضيق 00 زمن الأفكار الجاهزة المعلبة التى نرفضها على أنفسنا ولا نقدر على الفرار منها 00 وكأنها كمبيالات مستحقة الدفع 00 أستأذنكم فى التحرر من المخاوف والهواجس التى حبسنا فيها أنفسنا وأصبحنا أسرى لها 00 فقد صارت عقولنا مربعة كالجدران مستطيلة كالدهاليز 00 منخفضة كالأسقف 00 إن ذلك يحدث فى الوقت الذى نحتاج فيه الى فتح عقولنا وضمائرنا على مصاريعها لنجدد الهواء النقى ولنجدد الإ يمان النقى 00 ولنطلب من الله أن يفتح علينا لقد تعجبت من الذين يشيعون كذباً أن هناك قرارا من وزارة الأوقاف بمنع الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم بعد الآ ذان فى المساجد مع أن الصلاة على النبى أمر إلهى والأذان للصلاة سنة 00 لقد قال سبحانه وتعالى : “إن الله وملائكته يصلون على النبى يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما”ً 00 هذا أمر إلهى بينما الأذان للصلاة هو سنة طبقاً لصحيح الروايات 0
وقد أثلج قلبى الأستاذ الدكتورعلوى أمين خليل أستاذ الفقة بجامعة الأزهر حينما قال أن الدكتور محمود زقزوق وزير الأوقاف  أكد أنه لا يوجد مثل هذا القرار ولن يكون وأن الأوقاف لم تصدر قرارا بمنع الصلاة على الرسول عقب الأذان . لقد طالب الصحابة الرسول عليه الصلاة والسلام بطريقة ما ينادون بها على الصلاة وكان هناك إقتراح بإستخدام الأجراس لكن لم يؤخذ به لأنها طريقة ليست منفردة بالمسلمين وقد توصل إليها المسيحيون أو النصارى من قبلهم وكان هناك  إقتراح بإستخدام البوق 00 لكن لم يؤخذ به لانها طريقه ليست منفردة بالمسلمين أيضا وقد توصل إليها اليهود قبلهم 00 وجاء  إقتراح ثالث بإستخدام الطبول 00 لكن لم يؤخذ به كذلك  لأن الطبول أداه إعلان للحرب ليس من اللائق  إستخدامها فى النداء على الصلاة 0
وجاء الحل من بعض الصحابة الذين رأوا فى المنام الأذان بنصه وطريقته فأعادوا الرؤيا على الرسول – صلى الله عليه وسلم- الذى طلب حفظ نص الأذان وتقديمه إلى بلال ليكون أول مؤذن فى الإسلام 00 لكن الرسول نفسه لم يقم بالأذان فى حياته 00 ومن ثم فإن الأ ذان يعتبر سنة  إقرارية 00 أى سنة أقرها الرسول – صلى الله عليه وسلم –
 إن السنة ثلاثة أنواع سنة قولية وهى السنة التى نطق بها الرسول بلسانه الشريف وأمرنا بفعلها وسنة فعلية وهى ما فعله الرسول الكريم و أتبعناه بالنقل عنه 000 وسنة إقرارية وهى ما حدث أمام الرسول الكريم ولم يعترض عليه 00 والأذان بدأ سنة إقرارية ثم أصبح سنه قولية 00 فقد سمعه الرسول الكريم من الصحابة ثم أقره بنفسه الشريفة 0
ولو كان سنة فإن الصلاة على رسول الله فريضة ومن ثم فليس هناك ما يمنع الأ ذان شرعاً من  أن نصلى على الرسول عليه الصلاة والسلام بعد الأذان والذين يخشون على المسلمين من  أن تعلق فريضة بسنة فتفسدها هم فى الحقيقة يخشون من إضافة الذهب إلى النحاس 0
لقد أمرنا الله بالصلاة على النبى فى كل وقت وفى أى مكان فلماذا لا نصلى على حضرته بعد الأذان ؟ 00 وهم يقولون  أنهم يخشون أن يعتبر العامة الصلاة على حضرة النبى من ألفاظ الاذان ومكملاته فما المانع أن يحدث ذلك ؟  إن الصلاة على حضرة النبى لها أجرها وهو أجر مضمون حتى ولو صلى أحد على النبى -صلى الله عليه وسلم- ناسياً 00  إنه يؤجر على ذلك ولا يشترط هنا النية أو الطهار أو الوقت أو السر أو الجهر فالصلاة على حضرة النبى تصلح فى  أى حالة وفى أى مكان ولو تخيلنا الصلاة على النبى عقب كل أذان ومع الأخذ فى الإ عتبار فروق التوقيت بين مسجد ومسجد وبين مدينة وأخرى فإننا سنجد الصلاة على النبى قائمة فى كل دقيقة  وعلى مدار اليوم  00 تقريبا  00سنجد الصلاة على النبى صاعدة إلى السماء طول الوقت وهو خير ورحمة سيعمان الدنيا التى نعيش فيها 00 وستجنبنا شرور ومصائب لا أول لها ولا آخر 00  فالصلاة على سيدنا محمد  ترفع البلاء وتجلب الخير وتجعل الرحمة مع كل ذرة هواء
عبد الملك