الرؤيا بعد التفسير

جريدة البحيره و الأقليم
عدد رقم – 108
 
 الله خالق كل شئ وعالم به وقادر عليه ولا ملجأ من الله إلا إليه وقد أفاض بفضله بمكنون سره فعلم بعضا من خلقه تأويل الأ حاديث فمن العباد من يرى الرؤيا ولكن لا يستطيع بلوغ المضمون 00 ومنهم من تفضل الله عليه فهو يعبر بالرؤيا من الإ شارة الى منطوق العبارة بعلم غير مضمون “ذلك فضل الله يؤته من يشاء” ولكن من عجيب العجاب  أن نرى الأ مر ثم نرى له الرؤيا ” و إن ذلك على الله يسير ” هذا أيها السادة الكرام ما حدث بالفعل فإنى لأشهد أنى شهدت مجلسا يتكرر أسبوعيا بين أهل العلم والخلق يتحاورون ويتذاكرون ويتجادلون ويتبادلون ويتنازلون ” نزالا” ثم ” يتنازلون تنازلا” ثم يتنازلون الى مستوى من ليس فى علمهم  تنزلا ، فأمثالى يجلسون بينهم يلتقطون الجواهر ويُحصلون الدرر واليواقيت من أفواه العلماء الكرام إنها رياضة جميلة مبارزة حامية الوطيس ، الغلبة فيها لله ولرسوله ولكتابه ولدينه ولصالح المؤمنين هم جناه0 ما جنوا على أحد ولا بغوا0 ولكنهم يجنون ثمار ما  أنزل الله فى كتابه ويفرقون بين المحكم والمتشابه ”   ودون  إجتناء الشهد  ما جنت النحل” ويبادرون الى المنتدى كأنهم من كل حدب ينسلون ، والله  إن كبيرهم لكبير  وإن  صغيرهم لكبير ، وبهم الجاهل مثلى يستعين ويستغيث ويستجير فمن تكلم منهم فعلى علم نطق ، ومن صمت منهم فعلى فقه خفق . فلا أنساب تجمعهم ولا تجارة يتعاطونها تجذبهم ، يستغرب الناس  إجتماعهم حتى بلغ الأمر  أنهم هم يستغربون ! فلا تعوقهم ظلمة الليل ولا بعد المسافة ولا مضيف لهم فهم أهل الضيافة ومنهم السابقون ومنهم اللاحقون يرحم الله المستقدمين منهم والمستأخرين وقد قطعوا فى هذا الامر شهوراً   وأظنهم يتمنون  أن يدوم حقباً ودهوراً” ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم    ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون” 0 “لو  أنفقت ما فى الارض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن ألف بينهم” فأجاب الله ورسوله0   إن  إختلفوا فان  إختلافهم رحمة وهو بمعنى التعاقب كإختلاف الليل والنهار أما أعداء الله ورسوله ودينه فإن إجتمعوا فإن أفئدتهم هواء وكثرتهم غثاء تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى وقد سخر الله لأحبابه من يصر على أن يجمعهم فعسى الله  أن يمن عليه ويأتيه الخير من  أبوابه وبعد0 فإن إجتماع العلماء يزيد الألفة بينهم ويقضى على وسيط السوء وناقل الفتنة ونافخ الكير وفى ذلك الأمن كله والأمان كله والوفاء كله لأرض طاهرة طهارة أهل بيت النبى الكريم وشعب طيب نسأل الله ربنا أن يعيذه من الشيطان الرجيم هذا هو ما حدث بالفعل 0 العلماء يجتمعون لا لشئ إلا ليتبادلوا حتى يتعادلوا وكلهم عدول ، وهذا هو ما نحلم به و بعد أن تحقق ، بماذا نحلم  ؟
نحلم  أن يعم الخير ويحذو حذوهم  أقرانهم فى كل ناحية من نواحى المعمورة بالخير فهل يمكن أن يقوم بمثل هذا الدور لوجه الله تعالى مجلس المدينة ؟  أى مدينة فى  أى محافظة ؟ ولا  أعنى مدينة بعينها فقط على وجه التحديد ، ثم تتولى التنسيق باقى الصحف الإ قليمية فتحذو حذو جريدة أخبار البحيرة والأقاليم والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل
 
عبد القدوس