كــــيف نرضى عن الله ؟
جريدة عقيدتي
فبراير2008
فبراير2008
الأفكار السائدة الجامدة الشائعة التي لا يريد أن يتجاوزها أصحابها هي أفكار مصابه بفقر الدم أفكار مختوم عليها بالشمع الأحمر , هي أفكار من خشب جاف , يأكلها الناس على أنها شهد , وعسل ثم يتعجبون عندما تخرج من أفواههم المسامير والشظايا فإن من يبلع النار لن يشعر إلا باللهب .
وأشهر الأفكار الخاطئة عن الصوفيين أنهم دراويش ” مهابيل ” مجاذيب , يقبلون الأمر الواقع ويستسلمون له ولا يسعون إلى تغييره , إن هؤلاء البشر – الذين يهيمون عشقاً في نور الله ويتبعون خطوات رسوله ويتلمسون البركة والشفاعة من أهل بيته الكريم يرون النهار قبل ولادة نور الصبح ويشعرون بطفولة الياسمين قبل أن توضع بذرتها وتزدهر أغصانها .
ولأن الفرق كبير بين الأمر الواقع من الله والأمر الواقع من البشر فإنهم يؤمنون بأن ما يعطيه الله خير وما يمنعه خير لو أعطانا الله شكرنا ولو حرمنا صبرنا وهذا هو الرضاء بالأمر الواقع وهو رضاء لا يعنى الاستسلام والخنوع والمذلة . . لكنه يتمثل في غزوات الرسول عليه السلام .
لقد كان رسول الله يعد العدة ويجهز للغزو فإذا أنتصر حمد الله وإذا كانت النتيجة غير ذلك صبر دون أن يقنط من رحمة الله .
قد يفسر البعض التوكل تفسيراً خاطئاً لكن التوكل فسره النبي صلى الله عليه وسلّم في قوله ” ولو توكـلتم على الله حـق توكله لرزقكم كما يرزق الطـير تغدو خماصاً وتعود بطاناً ” . . إن على الطير أن تبحث عن رزقها لا أن تظل في أعشاشها ليأتيها الرزق تروح وتغدو وتبذل الجهد من أجله لكن إن لم تحصل عليه فإنها تصبر على ذلك .
إن التوكل هو اتخاذ الأسباب وقبول النتائج والرضا بها هذا هو التوكل الصحيح وعدا ذلك لا يعد توكلاً ويمكن أن نضيف لاتخاذ الأسباب وقبول النتائج الفرح بها حسب المرتبة . . فهناك من يفرح بالنقمة كما يفرح بالنعمة فعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم . . فالخير قد يتوارى وراء الشر والشر قد يتوارى وراء الخير .
وجد سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه رجلاً يقول ” اللهم أرضى عنى ” فسأله : ” يا هذا أرضيت عن الله حتى يرضى عنك ؟ ” . . فقال الرجل: ” وكيف أرضى عن الله وأنا الضعيف وهو القوى وأنا الفقير وهو الغنى ؟ ” . . فقال الصديق : ” إن فرحت بالنقمة كما تفرح بالنعمة فقد رضيت عن الله ” إن مرتبة العارفين . . الفرح بمولود يوم يولد ” فرح بالنعمة ” ولو فرح به يوم يموت وبنفس القدر ” فهذا فرح بالنقمة ” . . هؤلاء هم الذين ” رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشى ربه ” صدق الله العظيم . . علينا السعي وليس علينا إدراك النجاح وكما قال المثل الإنجليزي ” صلى لله ولكن أجتهد لتصل للشاطئ .
وفى سلة الأفكار السائدة المؤلمة صوره للناس الذين يذهبون إلى المقامات ويزورون أهل البيت ثم تحدث منهم الأشياء التي تبدو غير مستساغة عقلاً وعرفاً كأن يتمسح أحدهم في سور المقام. . أو يقبل الضريح . . أو الأعتاب. . إن هذه الصورة تفتح جدلاً واسعاً من النقاش يبدو في نهاية الأمر وكأنه حرث في بحر أو طحن لهواء . . وقد يصل هذا الجدل إلى حد الزجر وقد يتجاوز الزجر إلى حد التكفير. . فما هو الحكم الشرعي .
قبل أن نشرح ونفسر علينا أن نعرف أن طلب الحكم الشرعي لا يكون إلا عن أمور تعبديه. . لكن أن نأتي بأمر غير تعبدي ثم ندخله في الدين أو نقحمه فيه ثم نطلب له الحكم كاللقيط الذي لا يرث إن هذا الأمر ليس له في ميراث الشرع شيئاً. . فلا توجد عباده بالتقبيل عدا الحجر الأسود فليس كل من قبّل أبنه يعبده . . وليس كل من قبّل زوجته يعبدها وليس كل من يقبّل شيئاً يعبد هذا الشيء .
ولو كان التقبيل عباده لتحدد أعدادها ومواقيتها وكيفية أداؤها وكيفية قضاء الفائت منها وتحديد عقوبة تاركها. . التقبيل ليس عباده لكنه بلغة العقل أمر لا نؤمر به ولا ننهى عنه فهو أمر لا يأمر به عاقل ولا ينهى عنه عاقل. . الرسول عليه الصلاة والسلام كان يقبل الحجر الأسود لكنه لم يأمر بالتقبيل عرفنا ذلك من سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه
حينما قال: ” ولولا أنى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك “. . وهذه سنه فعليه .
وقياساً على الحجر الأسود فإن الذي يطوف حول الكعبة إذا غلبه الزحام قليلاً ولم يتمكن من تقبيله بشفتيه يكتفي بلمسه بيده ثم يقبل يده. . فإذا منعه الزحام أكثر مما تطول يده وكان فى يده عصا فإنه يلمس الحجر بالعصا ثم يقبل الطرف الذي لمس الحجر . . فإذا منعه الزحام أكثر مما تطول العصا فإنه يشير بيده ثم يقبل يده .
لقد قبلنا اليد والعصا لنحصل على بركة الحجر الأسود و قبلنا مثل هذه الأشياء واسطة بيننا وبينه ليس لذاتها وهو الشيء نفسه الذي يحدث عندما نقبل مقام ولى أو صالح نقبل المقام لأننا لا نستطيع أن نقبل صاحبه مع أن التقبيل ليس شرطاً للزائر وفى نفس الوقت ليس محرماً بنص وما لم يحرم بنص فهو في حكم المباح وتحريم المباح تشريع بغير نص وحكم بغير ما أنزل الله ولا أزيد( ! ! ! ) . .
وأشهر الأفكار الخاطئة عن الصوفيين أنهم دراويش ” مهابيل ” مجاذيب , يقبلون الأمر الواقع ويستسلمون له ولا يسعون إلى تغييره , إن هؤلاء البشر – الذين يهيمون عشقاً في نور الله ويتبعون خطوات رسوله ويتلمسون البركة والشفاعة من أهل بيته الكريم يرون النهار قبل ولادة نور الصبح ويشعرون بطفولة الياسمين قبل أن توضع بذرتها وتزدهر أغصانها .
ولأن الفرق كبير بين الأمر الواقع من الله والأمر الواقع من البشر فإنهم يؤمنون بأن ما يعطيه الله خير وما يمنعه خير لو أعطانا الله شكرنا ولو حرمنا صبرنا وهذا هو الرضاء بالأمر الواقع وهو رضاء لا يعنى الاستسلام والخنوع والمذلة . . لكنه يتمثل في غزوات الرسول عليه السلام .
لقد كان رسول الله يعد العدة ويجهز للغزو فإذا أنتصر حمد الله وإذا كانت النتيجة غير ذلك صبر دون أن يقنط من رحمة الله .
قد يفسر البعض التوكل تفسيراً خاطئاً لكن التوكل فسره النبي صلى الله عليه وسلّم في قوله ” ولو توكـلتم على الله حـق توكله لرزقكم كما يرزق الطـير تغدو خماصاً وتعود بطاناً ” . . إن على الطير أن تبحث عن رزقها لا أن تظل في أعشاشها ليأتيها الرزق تروح وتغدو وتبذل الجهد من أجله لكن إن لم تحصل عليه فإنها تصبر على ذلك .
إن التوكل هو اتخاذ الأسباب وقبول النتائج والرضا بها هذا هو التوكل الصحيح وعدا ذلك لا يعد توكلاً ويمكن أن نضيف لاتخاذ الأسباب وقبول النتائج الفرح بها حسب المرتبة . . فهناك من يفرح بالنقمة كما يفرح بالنعمة فعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم . . فالخير قد يتوارى وراء الشر والشر قد يتوارى وراء الخير .
وجد سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه رجلاً يقول ” اللهم أرضى عنى ” فسأله : ” يا هذا أرضيت عن الله حتى يرضى عنك ؟ ” . . فقال الرجل: ” وكيف أرضى عن الله وأنا الضعيف وهو القوى وأنا الفقير وهو الغنى ؟ ” . . فقال الصديق : ” إن فرحت بالنقمة كما تفرح بالنعمة فقد رضيت عن الله ” إن مرتبة العارفين . . الفرح بمولود يوم يولد ” فرح بالنعمة ” ولو فرح به يوم يموت وبنفس القدر ” فهذا فرح بالنقمة ” . . هؤلاء هم الذين ” رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشى ربه ” صدق الله العظيم . . علينا السعي وليس علينا إدراك النجاح وكما قال المثل الإنجليزي ” صلى لله ولكن أجتهد لتصل للشاطئ .
وفى سلة الأفكار السائدة المؤلمة صوره للناس الذين يذهبون إلى المقامات ويزورون أهل البيت ثم تحدث منهم الأشياء التي تبدو غير مستساغة عقلاً وعرفاً كأن يتمسح أحدهم في سور المقام. . أو يقبل الضريح . . أو الأعتاب. . إن هذه الصورة تفتح جدلاً واسعاً من النقاش يبدو في نهاية الأمر وكأنه حرث في بحر أو طحن لهواء . . وقد يصل هذا الجدل إلى حد الزجر وقد يتجاوز الزجر إلى حد التكفير. . فما هو الحكم الشرعي .
قبل أن نشرح ونفسر علينا أن نعرف أن طلب الحكم الشرعي لا يكون إلا عن أمور تعبديه. . لكن أن نأتي بأمر غير تعبدي ثم ندخله في الدين أو نقحمه فيه ثم نطلب له الحكم كاللقيط الذي لا يرث إن هذا الأمر ليس له في ميراث الشرع شيئاً. . فلا توجد عباده بالتقبيل عدا الحجر الأسود فليس كل من قبّل أبنه يعبده . . وليس كل من قبّل زوجته يعبدها وليس كل من يقبّل شيئاً يعبد هذا الشيء .
ولو كان التقبيل عباده لتحدد أعدادها ومواقيتها وكيفية أداؤها وكيفية قضاء الفائت منها وتحديد عقوبة تاركها. . التقبيل ليس عباده لكنه بلغة العقل أمر لا نؤمر به ولا ننهى عنه فهو أمر لا يأمر به عاقل ولا ينهى عنه عاقل. . الرسول عليه الصلاة والسلام كان يقبل الحجر الأسود لكنه لم يأمر بالتقبيل عرفنا ذلك من سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه
حينما قال: ” ولولا أنى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك “. . وهذه سنه فعليه .
وقياساً على الحجر الأسود فإن الذي يطوف حول الكعبة إذا غلبه الزحام قليلاً ولم يتمكن من تقبيله بشفتيه يكتفي بلمسه بيده ثم يقبل يده. . فإذا منعه الزحام أكثر مما تطول يده وكان فى يده عصا فإنه يلمس الحجر بالعصا ثم يقبل الطرف الذي لمس الحجر . . فإذا منعه الزحام أكثر مما تطول العصا فإنه يشير بيده ثم يقبل يده .
لقد قبلنا اليد والعصا لنحصل على بركة الحجر الأسود و قبلنا مثل هذه الأشياء واسطة بيننا وبينه ليس لذاتها وهو الشيء نفسه الذي يحدث عندما نقبل مقام ولى أو صالح نقبل المقام لأننا لا نستطيع أن نقبل صاحبه مع أن التقبيل ليس شرطاً للزائر وفى نفس الوقت ليس محرماً بنص وما لم يحرم بنص فهو في حكم المباح وتحريم المباح تشريع بغير نص وحكم بغير ما أنزل الله ولا أزيد( ! ! ! ) . .
ولا حول ولا قوة إلا بالله
السيد / مختار على محمد
شيخ الطريقة الدسوقية المحمدية
شيخ الطريقة الدسوقية المحمدية
في تصنيف : رؤية جديدة في سبتمبر 15th, 2010