إياكم والشرك
مجلة عقيدتى
عدد 843 – 844
عدد 843 – 844
لا أحد يستطيع أن يمنع حصاناً من الركض والفوز في ميدان السباق. ولا أحد يستطيع أن يمنع شخصاً من التعبير عما في قلبه من خواطر إيمانيه ويأخذ مكانه في سباق التفسير . هذا حق طبيعي فنحن مع كل من يركض بمهارة وحضارة وتناسق ودراية بأمور الدين. لكن الذي حدث أن بعض العقول التي تسللت إلى الميدان لا تصلح لأي شيء وسيطرت المخاوف على الناس أن يقعوا في المحظور. أن يقعوا فيما يسمى: ( أوحال التوحيد ) هل للتوحيد أوحال ؟ ؟ وما هي ؟ ؟ ومن الذي يقع فيها ؟ ؟ وكيف يمكن النجاة منها والابتعاد عنها ؟ ؟ من يعرض شيئاً إيمانياً بغير علم يمكن أن يلحد . أو يمكن أن يقع فيما يمكن أن نسميه
( الشرك الخفي ) يقول سبحانه وتعالى : ” وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ” فالطريق إلى جهنم مفروش بالنيات الطيبة أحياناً يقول سبحانه وتعالى : ” ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه ” كيف ذلك . ربما يختلط على البعض منطوق العبارة فيعتقد أن الله سبحانه وتعالى قد حل في مخلوق أو أتحد معه أو يشبه الخالق بشيء من خلقه أو يعطل فعل أسمائه .
بعبارة أخرى أبسط فإن أوحال التوحيد أربعه ( الحلول – الإتحاد – التشبيه – التعطيل ) وهى ترتبط ارتباطا وثيقاً بمقتضيات الألوهيه وهى ( السبق – الإطلاق – الذاتية – السرمدية ) فمن أدعى أن الله حل في رسوله أو أتحد معه أو يشبهه أو يقوم مقامه بغير إذن فقد أنزلق إلى هذه الأوحال . ومن أعتقد شيئاً منها فقد وقع فيها .
مثال ذلك من أدعى أن الله أتحد مع السيدة الطاهرة البتول مريم ثم حل في المسيح عليه السلام ثم بناء على ذلك ينسب إلى المسيح الألوهيه وهولا يدرى أنه وقع في المحظور . والسيد المسيح بريء من ذلك ويظهر ذلك في قول الله تعالى : ” وإذا قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس إتخذونى وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك ” هذا مثال للحلول والإتحاد ” .
أما التشبيه فهو أن يجعل المرء لله صوره لله كصورة رجل يجلس على كرسي وله عين وقدم حتى لو أن أحدهم جمع ما ورد من صفات تشابه صفات المخلوقين ووضعها في شكل واحد سوف يتصور شكلاً خرافياً لمخلوق ليس له وجود في الطبيعة . والإنسان عاقل ولكن لم يخطر على باله أن يتخيل شكلاً لعقله .
إن الأذن عاقله تميز الأصوات . والعين عاقله تميز الألوان . لكن لم يخطر ببال أحد أن يتخيل شكل العقل . لا نقصد شكل المخ . المخ موجود في المخلوق العاقل . والمخلوق غير العقل .
ولم يخطر ببال أحد أن يتخيل شكلاً للروح مع أنه يحيا بها . ثم بعد ذلك يتجرأ الإنسان ويتطاول وهو يتخيل شكل خالقه .
قال صلى الله عليه وسلّم : ” المصورون في النار ” أي الذين يتخيلون ويرسمون شكلاً لله . لن نمل من تكرار أن الذي يجعل صوره لله ويعتقد فيها ويعبده عليها هو في النار . ويبقى التعطيل وهو تعطيل فعل الأسماء الألهيه أو الاعتقاد بأن الأسماء الإلهية ليست فعاله قياساً على أسماء البشر وهذا من باب التشبيه أيضاً . فلو كانت ذات الله كدواتنا لأصبح أسمه كأسمائنا ليست فعاله . هنا لابد أن نفهم الفرق أو العلاقة بين الذات والاسم والصفة .
ولله المثل الأعلى , ولكننا نستخدم أسماؤه أحياناً دلاله على بشر مثل الملك والملك تعنى السلطان أو الرئيس أو الحاكم الذي يفعل فئ دولته كل شيء فهو المسئول عن الرعية وطعامهم وكسوتهم ومواصلاتهم وتعليمهم وصحتهم . . إلى آخره . لكن هل يفعل الحاكم ذلك بذاته , بيده , بجسمه , هل هو الذي يفعل ذلك كله بنفسه ؟ نقول حاشا لله ما ينبغي أن ينزل الحاكم إلى مستوى الأعمال المسئول عنها بنفسه , فهو لا يرصف الطرق بنفسه , ولا يكشف على المرضى بنفسه , ولا يعلّم التلاميذ بنفسه . . . . إلى آخره , لكنه يفعل ذلك بصفته وليس بذاته , فهو لو تنحى عن الحكم فإن ذاته تظل قائمه ولكن صفته هي التي زالت , وبالتالي لا يستطيع أن يفعل شيئاً بدونها , أما الاسم فهو يميز صاحبه من بين ذوى الأسماء فللذات البشرية تسميه : نقول فلان . . . . وللصفة نقول رئيس أو ملك أو سلطان أو حاكم . نقول فلان دلاله على أسم الذات . ونقول ملك أو سلطان دلاله على أسم الصفة . والرعية تتعامل مع الصفة لا مع الذات . فلا علافه للرعية بمكان الحاكم الآن هل هو خارج البلاد أم داخلها ؟ فهم يتعاملون مع الصفة وليس مع الذات التحى لا يهم أين هي ولا يبحث عنها . المهم الصفة التي توقع القرارات والقوانين بموجبها . فإذا كنا قد نزهنا الحاكم عن القيام بكل شيء بذاته , ألا ننزه خالقنا عن القيام بكل شيء بذاته ؟ ؟ ؟ بالنسبة للمخلوقين فإن بقاء الصفة كمسئوليه غير مرتبط ببقاء الذات ( بخلاف الصفات الشخصية ) إن ذات الرئيس الأمريكي لم تتغير بعد أن ترك البيت الأبيض . لكن صفته كرئيس زالت وفاعلية الأصم مرتبطة ببقاء الذات . . أما بالنسبة للخالق فذاته لا تزول وبالتالي فصفته دائمة وفاعلية أسمه قائمه . وقد عرفت صفات الله سبحانه وتعالى بعد أن تجلت فلو لم يخلق لما عرف أنه خالق ولو لم يبعث ما عرف أنه باعث . وهكذا , من هنا تكون الأسماء الألهيه فعاله , فالمريض يسأل الله الشفاء باسمه ( الشافي ) ويقول : يا شافي , والفقير يسأله باسمه
( المغنى ) ويقول : يا مغنى , والمظلوم يسأله باسمه ( العدل ) ويقول : يا حكم يا عدل . والضعيف يسأله باسمه ( القوى ) ويقول : يا قوى . ومن أعتقد بأن الأسماء الألهيه لا فعل لها فهذا هو التعطيل وهو المنزلق الرابع من أوحال التوحيد .علماً بأن كل وحله تحتوى على الأوحال الأربعة . فمن وقع في واحده منها فقد وقع فئ مجملها . ومن ثم فلا تجاوز . ومن تفضل الله عليه بالخير وقاه شر الوقوع في أحدى أوحال التوحيد , ومره أخرى : الحلول والإتحاد والتشبيه والتعطيل . فإنه يكون قد سلك طريقاً آمناً إلى التوحيد والتوحيد يحتاج إلى وقفه نؤجلها قليلاً
( الشرك الخفي ) يقول سبحانه وتعالى : ” وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ” فالطريق إلى جهنم مفروش بالنيات الطيبة أحياناً يقول سبحانه وتعالى : ” ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه ” كيف ذلك . ربما يختلط على البعض منطوق العبارة فيعتقد أن الله سبحانه وتعالى قد حل في مخلوق أو أتحد معه أو يشبه الخالق بشيء من خلقه أو يعطل فعل أسمائه .
بعبارة أخرى أبسط فإن أوحال التوحيد أربعه ( الحلول – الإتحاد – التشبيه – التعطيل ) وهى ترتبط ارتباطا وثيقاً بمقتضيات الألوهيه وهى ( السبق – الإطلاق – الذاتية – السرمدية ) فمن أدعى أن الله حل في رسوله أو أتحد معه أو يشبهه أو يقوم مقامه بغير إذن فقد أنزلق إلى هذه الأوحال . ومن أعتقد شيئاً منها فقد وقع فيها .
مثال ذلك من أدعى أن الله أتحد مع السيدة الطاهرة البتول مريم ثم حل في المسيح عليه السلام ثم بناء على ذلك ينسب إلى المسيح الألوهيه وهولا يدرى أنه وقع في المحظور . والسيد المسيح بريء من ذلك ويظهر ذلك في قول الله تعالى : ” وإذا قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس إتخذونى وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك ” هذا مثال للحلول والإتحاد ” .
أما التشبيه فهو أن يجعل المرء لله صوره لله كصورة رجل يجلس على كرسي وله عين وقدم حتى لو أن أحدهم جمع ما ورد من صفات تشابه صفات المخلوقين ووضعها في شكل واحد سوف يتصور شكلاً خرافياً لمخلوق ليس له وجود في الطبيعة . والإنسان عاقل ولكن لم يخطر على باله أن يتخيل شكلاً لعقله .
إن الأذن عاقله تميز الأصوات . والعين عاقله تميز الألوان . لكن لم يخطر ببال أحد أن يتخيل شكل العقل . لا نقصد شكل المخ . المخ موجود في المخلوق العاقل . والمخلوق غير العقل .
ولم يخطر ببال أحد أن يتخيل شكلاً للروح مع أنه يحيا بها . ثم بعد ذلك يتجرأ الإنسان ويتطاول وهو يتخيل شكل خالقه .
قال صلى الله عليه وسلّم : ” المصورون في النار ” أي الذين يتخيلون ويرسمون شكلاً لله . لن نمل من تكرار أن الذي يجعل صوره لله ويعتقد فيها ويعبده عليها هو في النار . ويبقى التعطيل وهو تعطيل فعل الأسماء الألهيه أو الاعتقاد بأن الأسماء الإلهية ليست فعاله قياساً على أسماء البشر وهذا من باب التشبيه أيضاً . فلو كانت ذات الله كدواتنا لأصبح أسمه كأسمائنا ليست فعاله . هنا لابد أن نفهم الفرق أو العلاقة بين الذات والاسم والصفة .
ولله المثل الأعلى , ولكننا نستخدم أسماؤه أحياناً دلاله على بشر مثل الملك والملك تعنى السلطان أو الرئيس أو الحاكم الذي يفعل فئ دولته كل شيء فهو المسئول عن الرعية وطعامهم وكسوتهم ومواصلاتهم وتعليمهم وصحتهم . . إلى آخره . لكن هل يفعل الحاكم ذلك بذاته , بيده , بجسمه , هل هو الذي يفعل ذلك كله بنفسه ؟ نقول حاشا لله ما ينبغي أن ينزل الحاكم إلى مستوى الأعمال المسئول عنها بنفسه , فهو لا يرصف الطرق بنفسه , ولا يكشف على المرضى بنفسه , ولا يعلّم التلاميذ بنفسه . . . . إلى آخره , لكنه يفعل ذلك بصفته وليس بذاته , فهو لو تنحى عن الحكم فإن ذاته تظل قائمه ولكن صفته هي التي زالت , وبالتالي لا يستطيع أن يفعل شيئاً بدونها , أما الاسم فهو يميز صاحبه من بين ذوى الأسماء فللذات البشرية تسميه : نقول فلان . . . . وللصفة نقول رئيس أو ملك أو سلطان أو حاكم . نقول فلان دلاله على أسم الذات . ونقول ملك أو سلطان دلاله على أسم الصفة . والرعية تتعامل مع الصفة لا مع الذات . فلا علافه للرعية بمكان الحاكم الآن هل هو خارج البلاد أم داخلها ؟ فهم يتعاملون مع الصفة وليس مع الذات التحى لا يهم أين هي ولا يبحث عنها . المهم الصفة التي توقع القرارات والقوانين بموجبها . فإذا كنا قد نزهنا الحاكم عن القيام بكل شيء بذاته , ألا ننزه خالقنا عن القيام بكل شيء بذاته ؟ ؟ ؟ بالنسبة للمخلوقين فإن بقاء الصفة كمسئوليه غير مرتبط ببقاء الذات ( بخلاف الصفات الشخصية ) إن ذات الرئيس الأمريكي لم تتغير بعد أن ترك البيت الأبيض . لكن صفته كرئيس زالت وفاعلية الأصم مرتبطة ببقاء الذات . . أما بالنسبة للخالق فذاته لا تزول وبالتالي فصفته دائمة وفاعلية أسمه قائمه . وقد عرفت صفات الله سبحانه وتعالى بعد أن تجلت فلو لم يخلق لما عرف أنه خالق ولو لم يبعث ما عرف أنه باعث . وهكذا , من هنا تكون الأسماء الألهيه فعاله , فالمريض يسأل الله الشفاء باسمه ( الشافي ) ويقول : يا شافي , والفقير يسأله باسمه
( المغنى ) ويقول : يا مغنى , والمظلوم يسأله باسمه ( العدل ) ويقول : يا حكم يا عدل . والضعيف يسأله باسمه ( القوى ) ويقول : يا قوى . ومن أعتقد بأن الأسماء الألهيه لا فعل لها فهذا هو التعطيل وهو المنزلق الرابع من أوحال التوحيد .علماً بأن كل وحله تحتوى على الأوحال الأربعة . فمن وقع في واحده منها فقد وقع فئ مجملها . ومن ثم فلا تجاوز . ومن تفضل الله عليه بالخير وقاه شر الوقوع في أحدى أوحال التوحيد , ومره أخرى : الحلول والإتحاد والتشبيه والتعطيل . فإنه يكون قد سلك طريقاً آمناً إلى التوحيد والتوحيد يحتاج إلى وقفه نؤجلها قليلاً
ولا حول ولا قوة إلا بالله
في تصنيف : رؤية جديدة في سبتمبر 15th, 2010