في الملتقى الصوفي الرابع – الصلاة في المساجد التي بها أضرحة حوار بين الفطرة والهوى
في الملتقى الصوفي الرابع لعلماء ومشايخ التصوف
مجلة التصوف الإسلامى ديسمبر 2005
مجلة التصوف الإسلامى ديسمبر 2005
فى الليله قبل الأخيرة لمولد سيدى ابراهيم القرشى الدسوقى وبمدينة دسوق حيث مقام صاحب الذكرى رضي الله عنه وفى مقر الطريقة البرهامية وفى ضيافة الشيخ / محمد على عاشور شيخ الطريقه البرهامية عقد هذا الملتقى الكريم تحت رعاية وبرئاسة وحضور سماحة شيخ المشايخ ورئيس المجلس الصوفى الأعلى الشيخ حسن محمد سعيد الشناوى وكان مقرر الملتقى هو شيخ الطريقة البرهامية الشيخ محمد على عاشور وقد حضر عدد كبير من السادة شيوخ الطرق المعتمدين فى المشيخة العامة.
وفى البداية وبعد قراءة الفاتحة إيذاناً بافتتاح الملتقى الرابع قال السيد المقرر: إن موضوع اليوم قد كثر فيه الجدل لأنه يتعلق بصحة الصلاة التى هى عماد الدين فمن صحت صلاته صح سائر عمله وبعض الناس يرفض بل ويحرم الصلاة فى المساجد التى بها مقامات للأولياء رضى الله عنهم فقال أحد المشايخ طيب الحمد لله إنها أماكن لأولياء الله الذين رضى الله عنهم وليست أماكن لقوم غضب الله عليهم.. ثم قال شيخ آخر: أنا لا يعجبنى قولكم إن بعض الناس يحرمون لأن الذي يملك أن يحرم ويحلل ويبيح ويمنع هو الله وحده لا شريك له فرد عليه أحد الشيوخ قائلاً إن من يقول بحرمة الصلاة فى المساجد العامرة برياض الصالحين يقدم الدليل على ذلك فرد مجموعة لا بأس بها من المشايخ بقولهم لا يوجد هذا أو ذاك أو ذلك الدليل المزعوم وإنما هو الهوى ولى الحقائق تبعا لهوى أمر مرفوض وأخذت الأدلة والقرائن تبرز من ألسنة المشايخ كأنها الحراب أو السيوف.
فقال البعض : هل يعلمون (المنكرون) أن بين زمزم والحطيم فى بيت الله الحرام عدد كبير من الأولياء مدفنون حول الكعبة ؟ والصلاة فى البيت الحرام بمائة ألف صلاة وقال الآخر: هؤلاء غير ظاهرين ولكن المسجد النبوى ليس ببعيد عنا فيه مقام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصاحبيه أبى بكر وعمر رضى الله عنهما والصلاة فى المسجد النبوى بألف صلاة وأظن أنها لم يزد أجرها (الصلاة) إلا لوجوده صلى الله عليه وسلم وصاحبيه فى المسجد وعندما تشابكت الأصوات وتزاحمت الأدلة تدخل صاحب السماحة وقال: أيها السادة المشايخ إن الأمور لا تؤخذ هكذا فالمقصود من لقائنا هذا هو إبراز الحقائق لأبنائنا من الصوفية فليس لنا مصلحة دنيوية أوأخروية أن تجعل المصلين تبطل صلاتهم وكذلك ليس من اللائق السماح بالتعدى على أصحاب القدر الرفيع من الصالحين بدون سبب والمقصود التبسيط بقدر الإمكان .
ثم ساد الصمت والهدوء فرفع أحد الشيوخ يده يطلب الكلمة ثم قال هناك شروط وجوب وشروط صحة للصلاة وشروط للقبول وأرى أن الخلاف ليس فى شروط الوجوب (شروط الوجوب يعنى على من تجب الصلاة ومتى) ولا يوجد خلاف على شروط القبول لأن هذا الأمر هو شأن إلهى محصن إن شاء سبحانه قبل وإن شاء لم يقبل.. إذا بقى شروط الصحة وهى الإسلام والبلوغ والعقل والنية والطهارة التى هي طهارة البدن وطهارة الثوب وطهارة المكان الذي يصلى فيه المسلم الى غير ذلك وحتى إذا كان بعدما سبق يعتبر شروط وجوب إلا أنى أقصد التركيز على الطهارة وطبعا لا يوجد خلاف بيننا وبين غيرنا فى موضوع طهارة البدن وطهارة الثوب لأن موضوع اللقاء هو المساجد فإذا كانت الصلاة فى المساجد التى بها أضرحة تعتبر أماكن نجسة لمجرد وجود المقام بها فمن باب أولى نحكم بنجاستها لوجود دورات المياه بها وكلنا يعلم ما دار بين سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبين الرجل الذى بال فى المسجد (تبول) أمام الصحابة والرسول صلى الله عليه وسلم فأخذ الصحابة ينهرونه وهموا أن يضربوه فقال لهم الرسول الكريم: لا تقطعوا عليه بولته فتؤذيه ثم أريقوا عليه دلوا من الماء..وأنتهى الأمر.. فهل وجود الأولياء فى المساجد ينجسها؟!!
قال أحد الشيوخ: إذا صلى المسلم بين النجاسات فما هى المسافة المحددة شرعاً بين المصلى والنجاسة يعنى الحد الأدنى من المسافة التى لو تجاوزها المصلى مقترباً من النجاسة تبطل صلاته ثم استطرد يقول كلنا يعلم أن الصلاة لا تبطل إلا إذا وجدت النجاسة تحت بطن الساجد أى بين الجبهة فى المقدمة والقدمين وعلى هذا الاعتبار وإن كان التشبيه مع الفارق فلا أحد يصلى والمقام تحت بطنه ولا مجال للقول بالنجاسة أصلا لأن الأولياء غير مشركين والصنف الوحيد النجس فى الأدميين هم المشركون ( إنما المشركون نجس ) .
ثم قال الشيخ عاشور بصفته مقرر الملتقى: أيها السادة أظن أن الخوف ليس من النجاسة وفقط ولكن الخوف من العبادة للأولياء فقال أحد الشيوخ: كان الأولى أن نخاف على المصلين حول الكعبة نخاف عليهم من عبادتها فنهدمها حتى لا يبعدها الناس ولكن ينبغى أن نعلم الناس أن الكعبة هى بيت الله وهى مجرد قبله وليست معبودة ولا هى مكان يقيم فيه رب العالمين ثم إنه لا توجد عبادة بغير نية ولا تفسد نية رجل بنية الرجل الآخر ولا يبطل عمل الرجل إذا بطل عمل غيره ثم التقط المحرر بعض التساؤلات فى سخونة الملتقى وهى: قوله صلي الله عليه وسلم: “وجعلت لى الأرض مسجداً وطهورا فأيما رجل من أمتى ادركته الصلاة فليصل”..
– هل بناء المسجد يخرجه عن كونه أرضا؟ لا
– هل وجود المقام فى المسجد يخرجه عن كونه مسجداً؟ لا.
– هل وجود الحمامات والميضأة فى المسجد يطعن فى طهارته؟. لا.
– هل يجوز الحكم على الرجل بالكفر لمجرد الظن؟ لا..
– هل يجوز تلفيق النوايا للناس كما تلفق لهم القضايا؟لا..
– إذا حكم الناس بتكفير المصلين فى المساجد فما حكمهم فى تارك الصلاة فى الحالتين (العمد والكسل)؟!!.
– هل تصح الصلاه إذا جعل احدنا حذاءه ساتراً أثناء الصلاة؟ نعم..
– هل تصح الصلاة فى الكنائس ؟ نعم، لأن سيدنا عمر رضى الله عنه عندما دعى للصلاة فى كنيسة القيامة لم يقل إن ذلك حراما ولكنه قال أخشى أن يأتى المسلمون من بعدى فيقولون ها هنا صلى عمر فيأخذونها منكم..
– هل تصح الصلاة فى مكان طاهر وسط حديقة الحيوان جميع أنواع الحيوانات من كل جانب ؟ نعم..
– هل يجوز بناء المساجد فى الأماكن التى كانت فى الماضى مقالب للقمامة والقاذورات والجيف إذا تم ردمها والبناء عليها وتنظيفها والاعتناء بها بغض النظر عن حكمها السابق؟ نعم..
– هل تحرم الصلاة في قرية يتخللها القبور ؟ لا..
– هل يحل لأحد أن يشرع فى دين الله بغير نص حكيم ؟ لا.
– هل المصلى يعبد كل ما هو أمام عينيه من الأحياء والأموات؟ لا.
– هل المعبود عندهم لابد أن يكون ميتاً ؟ سبحان الله.
– وهل بنفس المفهوم لا يجوز عبادة الله الحي الذى لا تدركه الأبصار؟ معاذ الله.
وعلى اعتبار أن معظم هذه الأسئلة إنما هى أسئلة استنكارية فكان لزاما على الصحافة أن تتدخل كالعادة للحصول على القول الفصل من رئيس الملتقى سماحة الشيخ حسن الشناوى شيخ الشيوخ فقال سماحته: أرى كما رأيتم جميعا وأتمنى أن يرى ذلك معنا العقلاء من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن هذا الأمر أراد به مدبروه إيجاد فتنة لا أساس لها بين المسلمين حتى يعم التقاذف وتنشأ البغضاء والشحناء بين المسلمين فلا الأمر أمر خوف أو احتراز من نجاسة (لأنه لا مجال لها) ولا هو أمر خوف على الناس من الشرك أو الكفر (لأنه لو كان الأمر كذلك لكفى توعية الناس بمعنى العبادة الصحيحة وتعريفهم بما يجب عليهم تجاه خالقهم بالحكمة والموعظه الحسنة) أما تكفير الناس بدون داع فليس فيه حكمة ولا موعظة حسنة فالدين أغلى من أى شئ وكما قبل قديما: لأن يبتلى الرجل فى ماله خيراً من أن يبتلى فى صحته.. ولأن يبتلى الرجل فى صحته خيراً من أن يبتلى فى عرضه.. ولأن يبتلى الرجل فى عرضه خيراً من أن يبتلى فى دينه وليس بعد الدين مرمى وأرى أن هذا الأمر هو لمجرد العداء للأولياء وفقط وهذا وارد ومتوقع ومنتظر وذلك لقول الله تعالى فى الحديث القدسى (من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب) قال رئيس التحرير : لماذا يعادى الناس الأولياء؟ قال صاحب السماحة: هذا من الأشياء التى يبتلى بها الإنسان فمن الناس من لا يؤمن بالله ومنهم من لا يؤمن بالرسل ومنهم من لا يحب الأولياء ولا يعترف بالتميز الذى هو السمة الثابتة بين الخلق بأمر الحق الذى فضل بعض النبيبن على بعض وفضل بعض الرسل على بعض وفضل بعض الناس على بعض وسماهم (أى المفضلين) سماهم أولياء الله وقال عنهم (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) وحزنهم على من يكرهونهم لأنهم عندئذ سيحرمون من رضوان الله إذا عادوهم من باب الكراهية وكل ما يقال عنهم رضى الله عنهم لا ينقص من قدرهم عند الله ولا من محبتهم عند أحبابهم وهذا معنى (لاخوف عليهم) وهنا نشأ سؤال طبيعى ومنطقى كيف يحدث هذا وديننا واحد فقال أحد الحاضرين: الدين الواحد هو دين سيدنا محمد بن عبدالله ولكن كراهية الأولياء نابعة من دين محمد بن عبدالوهاب، فقال شيخ المشايخ: استغفر الله العظيم فإن الدين كله لله أما محمد بن عبدالوهاب فليس دين ، وإنما هو رجل مسلم مجتهد صاحب فكر.
فقال المحرر : هو صاحب فكر أم مذهب ؟
قال سماحة الشيخ: هو صاحب فكر وليس مذهب ولا يعجبه أئمة المذاهب ولا يعترف هو شخصيا ولا أتباعه بالمذاهب فقال رئيس التحرير: ما الفرق يامولانا ؟
فقال سماحته: المذهب يقوم أساسه على استنباط صحيح الحكم من صحيح المعنى المستقى من صحيح النص أما الفكر فإن مصدره رأس صاحبه والفكر يهدمه فكر والدين يؤيده الدين أعنى المذهب يؤيده مذهب حيث ينتقى إعمال العقل فى النص إلا لفهمه على مراد الله تعالى ونكتفى بهذا القدر، ثم أخذ الحاضرون يقرأون الفاتحة إيذانا بالختام وذلك لحضور المؤتمر الصوفى السنوى الذى يعقد فى رحاب سيدى ابراهيم القرشى الدسوقى حيث ينيب السيد رئيس الجمهورية نيابة عنه السيد اللواء المحافظ صلاح سلامة لحضور المؤتمر
وفى البداية وبعد قراءة الفاتحة إيذاناً بافتتاح الملتقى الرابع قال السيد المقرر: إن موضوع اليوم قد كثر فيه الجدل لأنه يتعلق بصحة الصلاة التى هى عماد الدين فمن صحت صلاته صح سائر عمله وبعض الناس يرفض بل ويحرم الصلاة فى المساجد التى بها مقامات للأولياء رضى الله عنهم فقال أحد المشايخ طيب الحمد لله إنها أماكن لأولياء الله الذين رضى الله عنهم وليست أماكن لقوم غضب الله عليهم.. ثم قال شيخ آخر: أنا لا يعجبنى قولكم إن بعض الناس يحرمون لأن الذي يملك أن يحرم ويحلل ويبيح ويمنع هو الله وحده لا شريك له فرد عليه أحد الشيوخ قائلاً إن من يقول بحرمة الصلاة فى المساجد العامرة برياض الصالحين يقدم الدليل على ذلك فرد مجموعة لا بأس بها من المشايخ بقولهم لا يوجد هذا أو ذاك أو ذلك الدليل المزعوم وإنما هو الهوى ولى الحقائق تبعا لهوى أمر مرفوض وأخذت الأدلة والقرائن تبرز من ألسنة المشايخ كأنها الحراب أو السيوف.
فقال البعض : هل يعلمون (المنكرون) أن بين زمزم والحطيم فى بيت الله الحرام عدد كبير من الأولياء مدفنون حول الكعبة ؟ والصلاة فى البيت الحرام بمائة ألف صلاة وقال الآخر: هؤلاء غير ظاهرين ولكن المسجد النبوى ليس ببعيد عنا فيه مقام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصاحبيه أبى بكر وعمر رضى الله عنهما والصلاة فى المسجد النبوى بألف صلاة وأظن أنها لم يزد أجرها (الصلاة) إلا لوجوده صلى الله عليه وسلم وصاحبيه فى المسجد وعندما تشابكت الأصوات وتزاحمت الأدلة تدخل صاحب السماحة وقال: أيها السادة المشايخ إن الأمور لا تؤخذ هكذا فالمقصود من لقائنا هذا هو إبراز الحقائق لأبنائنا من الصوفية فليس لنا مصلحة دنيوية أوأخروية أن تجعل المصلين تبطل صلاتهم وكذلك ليس من اللائق السماح بالتعدى على أصحاب القدر الرفيع من الصالحين بدون سبب والمقصود التبسيط بقدر الإمكان .
ثم ساد الصمت والهدوء فرفع أحد الشيوخ يده يطلب الكلمة ثم قال هناك شروط وجوب وشروط صحة للصلاة وشروط للقبول وأرى أن الخلاف ليس فى شروط الوجوب (شروط الوجوب يعنى على من تجب الصلاة ومتى) ولا يوجد خلاف على شروط القبول لأن هذا الأمر هو شأن إلهى محصن إن شاء سبحانه قبل وإن شاء لم يقبل.. إذا بقى شروط الصحة وهى الإسلام والبلوغ والعقل والنية والطهارة التى هي طهارة البدن وطهارة الثوب وطهارة المكان الذي يصلى فيه المسلم الى غير ذلك وحتى إذا كان بعدما سبق يعتبر شروط وجوب إلا أنى أقصد التركيز على الطهارة وطبعا لا يوجد خلاف بيننا وبين غيرنا فى موضوع طهارة البدن وطهارة الثوب لأن موضوع اللقاء هو المساجد فإذا كانت الصلاة فى المساجد التى بها أضرحة تعتبر أماكن نجسة لمجرد وجود المقام بها فمن باب أولى نحكم بنجاستها لوجود دورات المياه بها وكلنا يعلم ما دار بين سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبين الرجل الذى بال فى المسجد (تبول) أمام الصحابة والرسول صلى الله عليه وسلم فأخذ الصحابة ينهرونه وهموا أن يضربوه فقال لهم الرسول الكريم: لا تقطعوا عليه بولته فتؤذيه ثم أريقوا عليه دلوا من الماء..وأنتهى الأمر.. فهل وجود الأولياء فى المساجد ينجسها؟!!
قال أحد الشيوخ: إذا صلى المسلم بين النجاسات فما هى المسافة المحددة شرعاً بين المصلى والنجاسة يعنى الحد الأدنى من المسافة التى لو تجاوزها المصلى مقترباً من النجاسة تبطل صلاته ثم استطرد يقول كلنا يعلم أن الصلاة لا تبطل إلا إذا وجدت النجاسة تحت بطن الساجد أى بين الجبهة فى المقدمة والقدمين وعلى هذا الاعتبار وإن كان التشبيه مع الفارق فلا أحد يصلى والمقام تحت بطنه ولا مجال للقول بالنجاسة أصلا لأن الأولياء غير مشركين والصنف الوحيد النجس فى الأدميين هم المشركون ( إنما المشركون نجس ) .
ثم قال الشيخ عاشور بصفته مقرر الملتقى: أيها السادة أظن أن الخوف ليس من النجاسة وفقط ولكن الخوف من العبادة للأولياء فقال أحد الشيوخ: كان الأولى أن نخاف على المصلين حول الكعبة نخاف عليهم من عبادتها فنهدمها حتى لا يبعدها الناس ولكن ينبغى أن نعلم الناس أن الكعبة هى بيت الله وهى مجرد قبله وليست معبودة ولا هى مكان يقيم فيه رب العالمين ثم إنه لا توجد عبادة بغير نية ولا تفسد نية رجل بنية الرجل الآخر ولا يبطل عمل الرجل إذا بطل عمل غيره ثم التقط المحرر بعض التساؤلات فى سخونة الملتقى وهى: قوله صلي الله عليه وسلم: “وجعلت لى الأرض مسجداً وطهورا فأيما رجل من أمتى ادركته الصلاة فليصل”..
– هل بناء المسجد يخرجه عن كونه أرضا؟ لا
– هل وجود المقام فى المسجد يخرجه عن كونه مسجداً؟ لا.
– هل وجود الحمامات والميضأة فى المسجد يطعن فى طهارته؟. لا.
– هل يجوز الحكم على الرجل بالكفر لمجرد الظن؟ لا..
– هل يجوز تلفيق النوايا للناس كما تلفق لهم القضايا؟لا..
– إذا حكم الناس بتكفير المصلين فى المساجد فما حكمهم فى تارك الصلاة فى الحالتين (العمد والكسل)؟!!.
– هل تصح الصلاه إذا جعل احدنا حذاءه ساتراً أثناء الصلاة؟ نعم..
– هل تصح الصلاة فى الكنائس ؟ نعم، لأن سيدنا عمر رضى الله عنه عندما دعى للصلاة فى كنيسة القيامة لم يقل إن ذلك حراما ولكنه قال أخشى أن يأتى المسلمون من بعدى فيقولون ها هنا صلى عمر فيأخذونها منكم..
– هل تصح الصلاة فى مكان طاهر وسط حديقة الحيوان جميع أنواع الحيوانات من كل جانب ؟ نعم..
– هل يجوز بناء المساجد فى الأماكن التى كانت فى الماضى مقالب للقمامة والقاذورات والجيف إذا تم ردمها والبناء عليها وتنظيفها والاعتناء بها بغض النظر عن حكمها السابق؟ نعم..
– هل تحرم الصلاة في قرية يتخللها القبور ؟ لا..
– هل يحل لأحد أن يشرع فى دين الله بغير نص حكيم ؟ لا.
– هل المصلى يعبد كل ما هو أمام عينيه من الأحياء والأموات؟ لا.
– هل المعبود عندهم لابد أن يكون ميتاً ؟ سبحان الله.
– وهل بنفس المفهوم لا يجوز عبادة الله الحي الذى لا تدركه الأبصار؟ معاذ الله.
وعلى اعتبار أن معظم هذه الأسئلة إنما هى أسئلة استنكارية فكان لزاما على الصحافة أن تتدخل كالعادة للحصول على القول الفصل من رئيس الملتقى سماحة الشيخ حسن الشناوى شيخ الشيوخ فقال سماحته: أرى كما رأيتم جميعا وأتمنى أن يرى ذلك معنا العقلاء من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن هذا الأمر أراد به مدبروه إيجاد فتنة لا أساس لها بين المسلمين حتى يعم التقاذف وتنشأ البغضاء والشحناء بين المسلمين فلا الأمر أمر خوف أو احتراز من نجاسة (لأنه لا مجال لها) ولا هو أمر خوف على الناس من الشرك أو الكفر (لأنه لو كان الأمر كذلك لكفى توعية الناس بمعنى العبادة الصحيحة وتعريفهم بما يجب عليهم تجاه خالقهم بالحكمة والموعظه الحسنة) أما تكفير الناس بدون داع فليس فيه حكمة ولا موعظة حسنة فالدين أغلى من أى شئ وكما قبل قديما: لأن يبتلى الرجل فى ماله خيراً من أن يبتلى فى صحته.. ولأن يبتلى الرجل فى صحته خيراً من أن يبتلى فى عرضه.. ولأن يبتلى الرجل فى عرضه خيراً من أن يبتلى فى دينه وليس بعد الدين مرمى وأرى أن هذا الأمر هو لمجرد العداء للأولياء وفقط وهذا وارد ومتوقع ومنتظر وذلك لقول الله تعالى فى الحديث القدسى (من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب) قال رئيس التحرير : لماذا يعادى الناس الأولياء؟ قال صاحب السماحة: هذا من الأشياء التى يبتلى بها الإنسان فمن الناس من لا يؤمن بالله ومنهم من لا يؤمن بالرسل ومنهم من لا يحب الأولياء ولا يعترف بالتميز الذى هو السمة الثابتة بين الخلق بأمر الحق الذى فضل بعض النبيبن على بعض وفضل بعض الرسل على بعض وفضل بعض الناس على بعض وسماهم (أى المفضلين) سماهم أولياء الله وقال عنهم (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) وحزنهم على من يكرهونهم لأنهم عندئذ سيحرمون من رضوان الله إذا عادوهم من باب الكراهية وكل ما يقال عنهم رضى الله عنهم لا ينقص من قدرهم عند الله ولا من محبتهم عند أحبابهم وهذا معنى (لاخوف عليهم) وهنا نشأ سؤال طبيعى ومنطقى كيف يحدث هذا وديننا واحد فقال أحد الحاضرين: الدين الواحد هو دين سيدنا محمد بن عبدالله ولكن كراهية الأولياء نابعة من دين محمد بن عبدالوهاب، فقال شيخ المشايخ: استغفر الله العظيم فإن الدين كله لله أما محمد بن عبدالوهاب فليس دين ، وإنما هو رجل مسلم مجتهد صاحب فكر.
فقال المحرر : هو صاحب فكر أم مذهب ؟
قال سماحة الشيخ: هو صاحب فكر وليس مذهب ولا يعجبه أئمة المذاهب ولا يعترف هو شخصيا ولا أتباعه بالمذاهب فقال رئيس التحرير: ما الفرق يامولانا ؟
فقال سماحته: المذهب يقوم أساسه على استنباط صحيح الحكم من صحيح المعنى المستقى من صحيح النص أما الفكر فإن مصدره رأس صاحبه والفكر يهدمه فكر والدين يؤيده الدين أعنى المذهب يؤيده مذهب حيث ينتقى إعمال العقل فى النص إلا لفهمه على مراد الله تعالى ونكتفى بهذا القدر، ثم أخذ الحاضرون يقرأون الفاتحة إيذانا بالختام وذلك لحضور المؤتمر الصوفى السنوى الذى يعقد فى رحاب سيدى ابراهيم القرشى الدسوقى حيث ينيب السيد رئيس الجمهورية نيابة عنه السيد اللواء المحافظ صلاح سلامة لحضور المؤتمر
في تصنيف : مقالات أخرى في سبتمبر 8th, 2010