الحمد لله حمداً لا يبلغه إلا هو والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد وآله وأصحابه والتابعين وبعد ,, فإن الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن على ثلاث جوانب الجانب الأول هو التشريع والثاني هو التوحيد والثالث هو القصص ولكل منها ارتباط بالآخر . فالتوحيد أمر به كل الأنبياء والرسل السابقين والقصص إنما يقص على النبي من أنباء الرسل وأممهم ما يثبت به فؤاد النبي والمؤمنين . . والتشريع إنما جعله الله لتنظيم العلاقات بين الناس وبين الله وكذلك تنظيم العلاقة بين الناس بعضهم مع بعض
فكما بني الإسلام على خمس وهى الأعمدة التي أقيم عليها الإسلام كذلك للإسلام ثلاثة أوجه أسلفنا ذكرها عن البراء ابن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلّم صعد المنبر وقال أيها الناس احشدوا فإني سأتلو عليكم ثلث القرآن فأحضر كل منا متكأ انتظارا لذلك ثم خرج علينا الرسول صلى الله عليه وسلّم وقال بسم الله الرحمن الرحيم ” قل هو الله أحد إلى آخر السورة ثم دخل حجرته الشريفة ثم بعد فتره طويلة خرج علينا قائلاً : فيما مكوثكم ؟ قلنا : ننتظر ثلث القرآن قال صلى الله عليه وسلّم قد فعلت
عزيزي القارئ : هل رأيت أن سورة الإخلاص القصيرة جداً تساوى ثلث القرآن ؟ بمعنى أنها لا تساوى ثلثه كما وإنما المقصود أنها تساويه كيفاً من حيث أنها إشارة إلى التوحيد . . والتوحيد أحد الثلاثة جوانب للقرآن الكريم