هيا نهتم

مجلة البحيره و الأقاليم
عدد رقم – 205
 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد إمام المسلمين على إعتبار أنه الرسول إلى العالمين بما فيهم الأنبياء والمرسلين وآله أجمعين ، وبعد : قال صلى الله عليه وسلّم ” من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ” فكيف يكون الإهتمام بأمر المسلمين ؟ هل يكون الإهتمام بأمرهم أن يكّفر بعضهم بعضاً أويشّرك بعضهم بعضاً  أويفسّق بعضهم بعضاً أويبدّع بعضهم بعضاً ويا ترى يكون الإهتمام بأمر المسلمين هو الكلام غير المفيد وغير المسئول فى أمور لها أهلها ؟ فمثلاً هل يصح أن يضّيع المسلم وقته فى الرغى والضوضاء المنبعثه فى الأفواه فى أمر تافه كالحكم على صدام حسين مثلاً وبعض رفاقه أوزبانيته أوأذنابه ويطول الحوار أوالجدل حول صحة الحكم وصحة المحاكمه وتنفيذ الحكم وتوقيته وما إلى ذلك
أعتقد أن هذا ليس إهتماماً بأمور المسلمين وأرى على قدر علمى أن أمور المسلمين كثيره وكل أمر له أهله فإذا أتقن الصانع صنعته لتعود بالفائده على المسلمين يكون قد أهتم بأمرهم ويقاس على ذلك المهندس والطبيب والمدرس والزارع والعامل والجندى والضابط والكاتب والمحاسب والطالب إذا أتقن كل مكلف أداء ماكلف به مما يعود بالفائده على المسلمن هذا هو الإهتمام الحقيقى وهو عباده لأن الله يقول ” وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ”
ومن هنا كان الإهتمام بأرزاق المسلمين هو الذى يرضى رب العالمين ويخشى على المسلم من الخوض فى أمور لا يعلم دقائقها لأن الله يقول ” وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ” .
مجرد إقتراح عزيزى القارىء ما رأيك لو أمسك كل مسلم لسانه إلا عن ذكر الله وجوارحه إلا فيما يرضى الله ؟ مجرد إقتراح ” لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ “
 
ولا حول ولا قوة إلا بالله
المحرر