المفـاضـله

مجلة البحيره و الأقاليم
عدد رقم – 201
 
الحمد لله الذى يصطفى من الملائكه رسلاً ومن الناس والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وبعد , فإن أحدنا عندما يفاضل بين الأمور أوبين البشر أوالأشياء فإنه يفضل الأحسن دائماً ذلك لإنه لا حيلة له إلى التغيير أوالتعديل أوالتحسين إذا فضّل الأسوأ
أما إذا كان الأمر يتعلق بالله سبحانه وتعالى فإنه يختلف فالمفاضله بالمنظور الإلهى تتم على أربعة ضروب حيناً يجعل الله الأفضليه للأكثر ميزه وحيناً تكون الأفضليه للأقل عيباً وآونه تكون للأكثر عيباً وغالباً ما تكون على غير أساس من الميزات والعيوب
أولاً عندما يجعل الله الأفضليه للأكثر ميزه فإن ذلك يسمى الإختيار ” وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ” أما عندما تنعدم الميزات فإن الله يجعل الأفضليه للأقل عيباً وهذا هو الإنتقاء وعندما تكون الأفضليه للأكثر عيباً فهذا يسمى الإجتباء ” وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى ” وعندما يقول الله تعالى للمسلمين ” هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ” فإن ذلك يعنى أن الله سبحانه جعل الأخيريه ” خير أمه ” ليست على أساس كثرة الميزات ولا قلة العيوب ولكن هذا الأمر خارج عن المقايس العقليه المعتاده
بقى الإصطفاء والإصطفاء كما قلنا لا يكون على أى أساس إلا محض إراده وطلاقة قدره وسبق علم : ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ
 
ولا حول ولا قوة إلا بالله
المحرر