أهل الكتـــاب

مجلة البحيره و الأقاليم
عدد رقم – 200
 
الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً قيماً والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذى جعله الله للمرسلين إماماً كما جعل له القوامه عليهم وآله أجمعين وبعد , فإن الله أنزل التوراة وجعل المؤمنين بها أهل الكتاب الذى أنزل على سيدنا موسى وأنزل الإنجيل وجعل المؤمنين هم أهل الكتاب الذى أنزل على سيدنا عيسى وأنزل القرآن وجعله جامعاً لكل الكتب وبالتالى فإن المؤمنين به أحق من غيرهم فى نيل شرف أهليتهم للكتاب فإذا كان أهل الكتاب هم أهل التوراة والإنجيل فإن المسلمين أهل الكتاب بل أحق من غيرهم بهذه الأهليه ذلك لأن غير المسلمين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض وجميعهم يكفرون بخير كتاب ومن هنا كان لابد أن يكون للقرآن أهله كما قال النبى صلى الله عليه وسلّم ” أهل القرآن هم أهل الله وخاصته ” فالجدل شُرع أصالة لرسول الله صلى الله عليه وسلّم وإستثناءاً لأهل الكتاب قال تعالى للنبى  صلى الله عليه وسلّم ”  وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ” أى أمر بذلك وقال للمؤمنين ” وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ” أى أن النهى مع الإستثناء والتى هى أحسن هى البصيره أى عين القلب وقوله تعالى ” وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ ” أى يا أهل الكتاب كما هو الحال فى قوله تعالى ” إعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراً ” أى يا آل داوود وقوله ” يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا ” أى يا يوسف وقوله تعالى ” فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ ” أى يا أهل الذكر وقوله صلى الله عليه وسلّم ” صبراً آل ياسر ” أى صبراً يا آل ياسر
عزيزى القارىء ألا ترى أن أهل الكتاب فى قوله ” وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ ” أولى بها المسلمون من غيرهم ؟
اللهم إجعلنا من أهل الكتاب العالمين به والعاملين
والرأى ما ترى
 
ولا حول ولا قوة إلا بالله
المحرر