الرجوله والقوامه

مجلة البحيره و الأقاليم
عدد رقم – 199
 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين وبعد : فقد سمعت حواراً بين عالم وطالب علم قال الطالب للعالم : ما رأى فضيلتكم فى الرجوله ومن ثم القوامه ؟ قال الشيخ يا بنى ما هكذا يكون السؤال فإن من حسن السؤال نصف الإجابه وقد علمت ما تقصد وإن لم تحسن السؤال قال الطالب لا تؤاخذنى فإن عرض المسأله فى حد ذاته علم وجوابها علم وفوق كل ذى علم عليم هناك فرق بين مفهوم الذكر والأنثى ومفهوم الرجل والمرأه ومفهوم الزوج والزوجه , فالرجوله والأنوثه تشمل تعريف الجنس لكل المخلوقات آدميين , حيوانات , طيور , نباتات . . . . إلخ
أما مفهوم الرجل والمرأه فهى إشاره إلى الجنس من البشر عموماً فالرجل والمرأه قد يكونا قريبين أو غريبين أو مختلفين فى الديانه والسن , المهم أنه نوع الإنسان عموماً أما قولنا الزوج والزوجه فمعناه خاص جداً وهو ما تخلط به أحياناً عند قول الله تعالى ” الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ” وهنا يكون المفهوم والله أعلم أن من يملكون المال وينفقون ثم يتوفر فيهم الأفضليه من عند الله يرمز إليهم بالرجال بغض النظر عن الذكوره والأنوثه وبتالتالى يكون لهم القوامه
فكم من إمرأه تعول أسرتها أليست هذه قوامه وكم من أمرأه تُعلم الرجال وتحكمهم أليست هذه قوامه ؟
بغض النظر عن الذكوره والأنوثه فمن كان فى وضع القوامه فهو فى جانب الرجوله والمقابل يرمز لهم بالنساء دون إعتبار للذكوره والأنوثه .
قال تعالى : ” من المؤمنين رجال صدقوا . . . . ” ولم يقل فى المقابل ” ومن المؤمنات نساء صدقن ” مع أنه سبحانه وتعالى قال فى آيه أخرى ” قل للمؤمنين يغضوا ” ثم قال : قل للمؤمنات يغضضن
عزيزى القارىء لقد رأيت أن الحوار فوق مستوى فهمى ويبدو أنه كان أيضاً فوق مستوى فهم السائل فإنصرفت من المجلس بين الفهم وعدم الفهم
 
وكل عام وأنتم بخير ولا حول ولاقوة إلا بالله
المحرر