الراضون عن الله

جريدة البحيره والأقاليم
عدد – 191
 
الحمد لله صاحب الفضل والمنه والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وأصحابه مصابيح الجنه وبعد : فإن الله سبحانه وتعالى أمر عباده بالعمل وأمرهم بالتوكل عليه . . ولا يتعارض العمل مع التوكل ولو تعارض التوكل مع العمل لتغير أسمه من توكل إلى تواكل وعلى ذلك فإن المفهوم الأبسط والأشمل للتوكل هو إتخاذ الأسباب ( أى العمل ) وقبول النتائج والناس فى التوكل درجات فمنهم من يتخذ الأسباب ويقبل النتائج ولو على مضض إذا كانت تخالف هواه ومنهم من يتخذ الأسباب ويرضى بالنتائج أى لا يجد فى نفسه حرج ولا ضيق بما توصل إليه من نتائج رغم إتخاذه لكافة الأسباب ومنهم من يتخذ الأسباب ثم يفرح بالنتائج مهما كانت فإذا كانت النتائج نعمه فرح بها وإن كانت غير ذلك فرح بها وهؤلاء هم الراضون عن الله فقد ورد أن سيدنا أبا بكر رضى الله عنه رأى رجلاً يقول اللهم أرض عنى فقال له الإمام هل رضيت عن الله حتى يرضى الله عنك فقال الرجل كيف أرضى عنه وهو الغنى والقوى وأنا غير ذلك  . . فقال الإمام يا هذا : إن فرحت بالنقمه كما تفرح بالنعمه فقد رضيت عن الله . . وهؤلاء الذين رضى الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشى ربه . . وليس على الله بعزيز ولا مستغرب أن يجعلنا منهم فذلك بالنسبه إليه من أيسر الممكنات
 
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم
المحرر