الإيمان الجبان

جريدة البحيره و الأقاليم
عدد – 187
 
الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد , والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبشر بالمقام المحمود الذى لا يدانيه فيه أحد وعلى آله وأصحابه مصابيح الهدى وأدلة الرشد وبعد
فإن الإيمان ماوقر فى القلب وصدقه العمل وإذا وقر الإيمان فى القلب فإنه لا يتأثر بقول أوفعل يخرجه من مستقره ” القلب ” ولا يعقل أن يوصف الإيمان بالكيان الجبان بمعنى لا يكون المؤمن مؤمناً إذا رأى تمثالاً أوصنماً يعبد ليقرب عابده إلى الله زلفى أووثناً يعبد بإعتباره إلهاً
أقول لا يعتبر مؤمناً من تأثر إيمانه برؤية الغيريات ” كل ما سوى الله ” وعلى هذا الأساس فلا عبره بالبحث فى التماثيل من حيث الحل والحرمه ولا يخشى على الإيمان منها كما لا ينبغى أن يقام وزن لمن يعبدها بالدنيا لأن الله لا يقيم له يوم القيامة وزناً ولوقف الأمر عند التماثيل الحجريه أوالمعدنيه لهان , فهذه يمكن التخلص منها مخافة أن يعبدها الناس , أما إذا عبد الناس الكواكب أوالنجوم أوالشمس أوالقمر أوالأشجار أوالحيوانات فهل يعقل أن يلغى كل ذلك مخافة أن يعبد ؟ وهل الأعمى الذى لا يرى شيئاً من ذلك لا يطعن فى إيمانه ؟ أم أن الوثنيه ليست فى الحجر ولا الشجر ولا الشمس ولا القمر وإنما هى فى قلوب البشر
عزيزى القارىء . . إن مستقر الإيمان ومستودعه هو القلب وهو نعمه يهبها الله ويحفظها فإذا حفظها فلا مضيع لها : وما كان الله ليضيع إيمانكم
 
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم
المحرر