الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين إصطفى وعلى سيدهم محمد النبى المصطفى وآله . . وبعد
فإن رسول الله ” صلى الله عليه وسلّم ” أوتى جوامع الكلم وهى : العبارات القصيره ذات الدلائل الكثيره . . ومما قاله النبى ” صلى الله عليه وسلّم ” يوم الخندق إذ كان يحمل مع من يحمل ويضرب بالمعول مع من يضرب وكان عليه السلام يقول :
أنا النبى لا كذب أنا إبن عبد المطلب
وقد قال العلماء فى ذلك أقوالاً كثيره ومما قالوه أن رسـول الله ” صلى الله عليه وسلّم ” كان يفتخر بنسبه الشريف . . والرسول لا يتباهى ولايفتخر بالكفار . . ومن هنا إستدل بعضهم على أن عبد المطلب جد رسول الله ” صلى الله عليه وسلّم ” كان من المؤمنين . وأضافوا إلى ذلك سنداً آخر وهو قول عبد المطاب يوم الفيل عندما سأله أبرهه الأشرم : فقال ظننتك جئت تزود عن البيت الحرام . فقال عبد المطاب : أما الإبل فإنها لى . . وأما البيت فله رب يحميه
ومن هنا رأى بعض العلماء فى مقولة النبى ” أنا إبن عبد المطلب ” أن ذلك يشير إلى إيمان عبد المطلب ولا بأس فى ذلك غير أن الراسخين فى العلم أضافوا إلى هذا المعنى معنى آخر إلا وهو : قولهم أن رسول الله ” صلى الله عليه وسلّم ” يقول أنا النبى لا كذب . . مرسل من عند الله حقاً وبالحق أرسلت وأنا إبن عبد المطلب الذى تعرفونه ولست إبناً لله تعالى . . فقد زعم اليهود قبل ذلك أن ” العزير إبن الله وتبعهم النصارى فقالوا أن سيدنا ” عيسى ” عليه السلام إبن الله ” وقالت اليهود عزير إبن الله وقالت النصارى المسيح إبن الله ” عزيزى القارىء ألا ترى معى فى قول النبى ” صلى الله عليه وسلّم ” أنا إبن عبد المطلب إشاره صريحه تفيد المعنى المتقدم . فإن أصبنا فلنا أجران وإن أخطأنا فلنا أجر , والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل