الأرزاق . . وجهل الأغبياء

جريدة البحيره والأقاليم
عدد رقم – 178
 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وبعد . . إن الله سبحانه وتعالى جعل فى قضاءه لطفاً خفياً . . وجعل فى أرزاقه لعباده سراً دقيقاً فرزقهم من حيث لا يحتسبون . . وكونه تعالى أخفى سر الرزق حتى يجعل عباده يسعون إلى الرزق مع أنه مضمون ومن غرائب حكمة الأرزاق أن جعل سبحانه فى مصر بيئه صالحه للسياحه من حيث إعتدال المناخ معظم أيام العام إن لم يكن على مر العصور وحبب إلى غير المسلمين زيارتها والأستمتاع بها فأنفقوا أموالهم فى سبيل رؤيتها ولكن هناك سر قد يخفى علينا وهو موقف المسلمون من غيرهم وهو موقف غريب فبدلاً من أن ينفق المسلمون أموالهم ويسافرون إلى بلاد غير المسلمين لدعوتهم إلى الإسلام جعل هؤلاء الآخرين يفدون طواعيه إلى بلاد المسلمين فيا حبذا لوأظهر المسلمون لغيرهم سماحة الإسلام وقابلوهم ببشاشه الإسلام . . وأظهروا لهم رحابة أرض الإسلام . . فلا يتعرض السائح لحادثة نصب أوإحتيال أوسرقه . . ناهيك عن التفجير والتدمير الذى يروع السائحين . . بدلاً من ذلك . . ينبغى أن يرى السائح إلى جوار الأهرامات رجالاً أعظم من الأهرامات . . لا لشىء . . إلا أنهم من المسلمين . . أمناء . . شرفاء . . رحماء . . كرماء . . لا يختارون الدنيه . . تسمو بهم أخلاق الإسلام فوق النقائص . . عندئذ سيكون كل سائح سفيراً للمسلمين فى بلاده يرد غيبتهم ويعلى كلمتهم وينشر دينهم بلغة قومه لأن الله تعالى ما أرسل رسولاً إلا بلغة قومه . . ويجب علينا أن نعمل بقوله تعالى ” وإن أحداً من المشركين إستجارك فأجره حتى يسمع كلام الله . . ثم أبلغه مأمنه ”
وقوله تعالى ” لا ينهاكم عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم ” هذا هو الرزق الخفى المبطون فى الرزق الجلى ” الواضح ” ولكم ماذا نقول فى جهل الغبى ؟ !
فاللهم إحفظ بلادنا من الوباء والغلاء والغباء والفتن ما ظهر منها وما بطن
 
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم
المحرر