إن إحتياج الناس إليكم من نعم الله عليكم

جريدة البحيره والأقاليم
عدد رقم – 171
 
الحمد لله وكفى وصلاة على عباد الله الذين إصطفى وعلى سيدهم محمد المصطفى وآل بيته وآل الصفا والوفا.وبعد
فإن لنا فى ذكرى السابقين عبره ومن اجل ما عُلمنا أو قرأنا أوسمعنا ما دار بين الإمامين الكريمين الحسنين ريحانتى رسول الله صلى الله عليه وسلّم
فذات يوم مر الإمام الحسن بن على على بيت اخيه الإمام الحسين فوجد قوماً يتجمعون فسألهم : فيما جلوسكم ؟ , قالوا : ننتظر خروج الإمام الحسين رضى الله عنه إلينا فإننا اصحاب حوائج لا تقضى إلا به , فتناول الإمام الحسن وريقه وكتب عليها عباره لا زالت باقيه فى أسماع الزمن يتناولها المحبون ويعمل بها المخلصون كتب له ” إن إحتياج الناس أليكم من نعم الله عليكم فلا تملوها فتعود نقماً ” ثم أدخلها من تحت الباب فقرأها الإمام الحسين رضى الله عنه وخرج من خلوته وأقسم ألا يعود إلى الخلوه مطلقاً معتبراً أن قضاء حوائج الناس سراً هى خلوة مع الله بل وأفضل منها
وهنا يجب أن يعلم كل مسئول فى موقع أن الله غنى عنه ومطّلع عليه ولكنه أحوج عباده إليه وهذا شرف له أن يجعله الله فى خدمة عباده فمن أحوج الله عباده إليه فهى أكبر نعم الله عليه , فإذا كلّ أوملّ أوإفترى أوتكبر أوتجبر أوأهان أياً منهم فإن ذلك يعتبر بداية إنقلاب النعمه إلى نقمه .
فيا أيها الساده الذين من الله عليكم بقضاء حوائج الناس . . إحذروا أن تنقلب نعم الله نقماً , فإن لله عباداً إختصهم فى قضاء حوائج الناس , يسرهم للخير ويسر الخير لهم , أولئك الآمنون من عذاب النار يوم القيامه ونسأل الله التوفيق لمن يسر الله لهم خدمة العباد و البلاد وأن يجعل لهم من أمره الرشاد
 
ولا حول ولا قوة إلا بالله